@@@@@
كل شيء يهون
إلا وجع القلوب ،ورمد العيون
هل تذكرين أول لقاء كان بيننا ؟...أعتقد أن مثل هذا اللقاء لا ينسى ..كان اللقاء حكميما دافئا ، حد الاشتعال ،فما زال مسجل الذاكرة يحتفظ بتفاصيله ، بين ملفاته .. كنت حينها أطرق كل أبواب الهوى ، فلا أحدا يستجيب ولا شيء يرد ، فلم أسمع غير صدى طرقاتي التي يردها الخواء لي .. كنت قد استعرت في هذا اليوم كتاب ألف ليلة وليلة ، أقتل به الفراغ وتشبه مهم رغبتي ، وحين خرجت إلى مقهاى كنت تجلسين على مقربة مني ،، اعذريني في استرسالي
.. كان بيني وبين الحاء والباء بحور يصعب على ركوبها ، لكن الفضول دفعني أن أقف فوق راس البحر ، أغرتني أمواجه بأسنانها البيضاء وهي تضحك ،وعروس البحر تقفز من بين الموج لتضع وردة جورية حمراء بين ضفتى كتابي ...فغرقت عيوني وقلبي . فرضعت حليب النملة رضاها يشبه رضاع الجرو لأمه الكلبة . ورحت أدور ، جيدا وجدانا، رأسا ، قلبا بين متون الموج ، حينها لم أعرف أن للبحر وحوش ، لكن الحاء أخذت لب فؤادي ،وقد كان اللقاء ،ومازالت أصداء أول ليلة مع عروس البحر لا تفارق عيني ، كانت الحجرة التي جمعنا حمراء ، ستائرها حمراء، المصباح المعلق ضوءه أحمر ، كدت حينها أحترق من الوهج الصادر من الأشياء التي تلتف حولي ،فأنا أكره الدماء ، تمنيت في تلك الليلة أي بصيص لترى عيني عيونك الزرقاء ، حتى قميصك كان أحمرا ملتهبا ، حاولت أن أخمد هذا اللهيب الذي يطوف ويلتف حولي .. منذ بضعة أيام تملكني هذا الحريق واشتقت له واشتقت لناره ، وكانني أناديه ،
لكن عاودني وجع العيون فخفت اللهيب ، عرفت أنني احتاج لبعض أدوات الإطفاء ،واخماد الحرائق ، عرفت أن الفارس لا بد أن يظل فارس ..أعرف أنه لا خلاف بيننا ،،،سوى شكل الابتسامة ، لا خلاف إني أبغض أي لون يثير عيوني ، أود أن أراك غيثا ،
والإنسان طاقة . فلا طاقة لي بما يثير عيوني، ويوجه قلبي ، فما زاد عن طاقتي يجهدني
بقلم :سيد يوسف مرسي