تلك غفلة
تلك غفلة حين سلكت دربا للعراء
سكنت فيه لوحدتي
كنت نائما أهوى السكون
كنت أهنأ بأشجاري حين ترعشها الريح
ألا وقد تسرب الجفاف وانعدم المطر
كنت نبتة يانعة فلم يبقها الأجل
ندرة الغيث .واشتداد الظمأ
سألت عن الصبر . عن بائعه
قالوا في أكياس يباع
...أخذت جزء من مقدار ضرورتي
وألقمت قلبي جرعة بالغدر
أين الجلادة كلما شبت شمس النهار
كلما شربت جرعة من الكأس
انتابني بحر الأرق ليلقى رزازه
جرعت من الأكياس ما فاق الطلب
وتفائلت بقتل أشباح الظلام .
وأستعيد ما فات من زماني
وددت قطرات الندى
وخاطبت العصافير قبل الضحى
ورحت أتأمل فراشاتي وهي تحلق
بين الأرض والسماء .
الرجفة تنتاب الأرض .
وبصيرة الخلق في غياب
كيف ...؟
هل كتب الله أن نظل في العراء ؟
ام هي سنة بالعرف مستدامة ؟
أأومن بمقولة ....
من جد وجد ومن زرع حصد
كلا :من جد خابا ومن زرع فقر
هنا الزمان فخاننا
أثرنا الحرام فبادنا
وغاب المقام
والسفينة في البحر بلا قبطان
والرغبة بلا راع
والاغنام يحرسها الذئب
تجردنا من كل نافع
وذهبنا إلى كل تالف
واتخذنا الخيام ملجأ
وصدقنا من يقرأ الفنجان
ومن بالنجوم والابراج
وتفرقنا أشتاتا أشتاتا
كالشياطين نخشى الأذان
وقتلت القلوب فماتت فينا العواطف
وأصبحنا ترابا تدفعه العواصف
فكل الأشياء تجردت وهجرت أحيائنا
واليوم قد قرارا .....
لا نهجوا العراء .... فهو في زماننا نعم الكساء
ولتظل المقامات محفوظة
والكراسي للمنافقين ملفوفة
فالسارق موهوب .. والقاتل معذور
وهناك العرض لم يأكل اللحم
بذخ في حكم العراء
والرحلة في معصية الأعداء
مالكم تصبئون
للعدل كارهون
عن الصراط ما راغبون
في ذلك العراء إنكم لخاسرون
بقلم :سيد يوسف مرسي