المتفائلة بالجنة
تاريخ الميلاد : 19/01/1992 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 09/04/2014 عدد المساهمات : 6 مدينتك : الجيزة العمل : طالبة المزاج : رايق
| موضوع: أمّة الإسلام تهدي بالحقّ محمد بن التجاني المدنيني السبت أبريل 26, 2014 11:26 pm | |
| [rtl]بسم الله الرحمن الرحيم[/rtl] [rtl] الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] الخطبة [ ] الأولى:[/rtl] [rtl] الحمد لله رب العالمين أبان الحقائق وأوضح الطرائق فكان صراحة مستقيما وكان هديه قويما ﴿قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ﴾(104 آل عمران). أحمده حمدا لائقا بجلاله.وأشكره شكرا يستدر غزير أفضاله.وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له دعا إلى الالتزام بالحق والعدل في الأقوال والأعمال ﴿فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ﴾الشورى 15 وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله التزم العدل في كلّ وقت وحال، وجعله في الفعال والمقال فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾(الحج [sup][ ] 41.)[/sup][/rtl] [rtl] أمّا بعد فيا أيّها المؤمنون الكرام، يقول الحقّ تبارك وتعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان [ ] الرّجيم: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾الأعراف181 فما هي الأمّة المقصودة في هذه الآية؟ ولم استحقت التّكريم الإلهي؟... إنّ الأمّة المقصودة في الآية هي أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وهي الأمّة الّتي تدين بعقيدة التوحيد [ ] (لا إله إلاّ الله) وتتجمّع على آصرتها، وتعتصم بحبل الله.وهي الّتي أثنى القرآن عليها وجعلها خير أمّة فقال عزّ من قائل: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾(آل عمران110)[/rtl] [rtl] وما استحقّت هذه الأمّة التكريم الإلهي إلاّ لاتصافها بالحق والعدل ﴿يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ ومن باب أولى وأحرى أن يكون خطاب الحقّ هنا متّجها صوب كلّ المظاهر التي تضرّرت منها الشريعة [ ] الإسلامية، حتّى وإن استوجب ذلك مراجعة شاملة لأخطائنا وأخطاء من سبقونا ممّن تولوّا تسيير شؤون المسلمين في مجتمعنا، وفي مجتمعاتنا العربية الإسلامية، ولم يعدلوا بقدر ما عملوا على تحقيق أهداف أساءت إلى الإسلام. ألم يكف ما تعرّض إليه الإسلام قديما، وما يتعرّض إليه في زماننا هذا من تشويه وافتراء في الخارج، ومن أطراف ناقمة وحاقدة من الدّاخل؟ هل قدرنا أن نستسلم لما يمليه أهل السياسة علينا على نحو يلبّي أهواء الجاه والسلطان والمصالح الظرفية الموقوتة، ولا يهمّ بعد ذلك أيّ شيء؟ أصبح الجميع يتحدّثون عن الشأن الديني،وما يجوز في مجاله وما لا يجوز، بل ذهب البعض إلى حدّ تحديد مهام الإمام معتبرا إيّاها داخل حدود المسجد، ولا شأن له بما يجري في الحياة العامّة، مع أنّه لا يفقه للمسجد دورا وأبعد ما يكون عن معرفة دور الإمام ، بل إنّه بصدد نقل صورة الكنيسة كي يلبسها للمسجد وصورة كاهن المعبد ليشخّص من خلاله الإمام. نقول لهؤلاء أخطأتم التقدير وانحرفتم عن الطريق فالإمام ليس بكاهن معبد والمسجد ليس كنيسة، نقول لهؤلاء اسمعوا كلام الله وعُوا، يقول عزّ من قائل:﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران:104). [/rtl] [rtl] نقول لهؤلاء: اسمعوا ما جاء في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، اسمعوا وتحقّقوا من موقعكم في المجتمع، تبيّنوا مكانتكم التي وصفها من لا ينطق عن الهوى، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ, وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ, وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ" (ابن ماجه). [/rtl] ألا نرى اليوم الرويبضة في مجتمعنا؟ ألا ترون أنّ عدد هؤلاء يتزايد إذْ يجد الأرضية مؤاتية ويجد من يسمعه وينخدع بخطابه؟ فيؤلّبون الأوضاع ويشحنون النفوس، كلّ ذلك من أجل ماذا؟ التكالب على السلطان والصراع من أجل مصالح الدنيا [ ] الفانية. عباد الله إذا كان من واجب كلّ مسلم ومسلمة أن يقول ويعمل ويحثّ على ما يرضي الله ويضمن طاعته، فلا يخشى في ذلك إلاّ الله سبحانه، وإذا كان هذا شأن المسلم عموما، فما بالكم بالإمام الخطيب وبالواعظ الديني وغيرهما؟ هل ينبغي عليه لزوم الصمت حتى وإن كان قادرا على تنبيه الناس وإرشادهم؟ هل كان الإسلام يوما مفصولا عن عموم الناس؟ الإسلام دين متكامل لا يقبل التجزئة، الإسلام عقيدة وشريعة،يقول الحقّ تبارك وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ الأنعام:162-163 فلماذا يريد البعض أن يبعده عن الحياة العامّة؟ لماذا يعمل هؤلاء على حصر الإسلام داخل جدران المسجد ويعتبر أن لا تأثير لتعاليمه في معاش الناس وفي تدبير شؤونهم العامّة وحياتهم الاجتماعية؟ خرج الأئمّة الخطباء لتنبيه الناس إلى الخطر الذي يهدّد البلاد والعباد، فقال بعض الناس: وما دخل الأئمّة؟ ما الذي جعلهم يغادرون المساجد؟ وما دخلهم في الشأن العام؟
| |
|