=============
[ السعادة والشقاء ]
السعادة والشقاء : أمران مختلفان متضادان لا يتقابلان ، مثلهما كمثل الليل والنهار ، لا يلتقيان أبداً .. فقد تكتسب السعادة ، وقد يكتسب الشقاء ، والسعادة مؤنثة ، والشقاء مذكر .. ببعض الخصال تكتسب السعادة : -
تكتسب بالعفة .. تكتسب بالقناعة .. تكتسب بالرضا ..
ويكتسب الشقاء ببعض الخصال :-
يكتسب بالطمع ... والحقد ... وسوء الأخلاق
* صاحب السعادة: تراه مسروراً, فرحاً, بشوشاً ، ودوداً ,حليما ..
صاحب الشقاء : تراه مهموما , قنوطاً ، حزينا ، كئيباً ،
السعادة نوعان :- سعادة دائمة ... وسعادة زائلة
السعادة الدائمة: موردها من القلب وموطنها القلب تلتحف بالرضا وتطعمها القناعة
السعادة الزائلة : موردها الحقد .. الحسد ... الطمع
والسعادة لا تباع ولا تشترى، ولا تجدها يوما في سوق ، ولا تحوطها جدران .. إنما هي عبارة عن عشبة عطرية تنمو أينما وجدت تربة صالحة وماء عذبا يرويها ،لا تراها إلا عند أصحاب القلوب الصافية ، فأصحابها ليس من المطففين ...
وهي منحة إلهية ، يمنحها الله لبعض عبادة الذين اصطفاهم لها ...
وسعيد الدنيا ما بالمؤكد أن يكون سعيد الأخرة ،فسعيد الأخرة في دنياه هو الحامد .. هو الشاكر .. هو الصابر ... هو المتوكل ... هو المحتسب الأخذ بالأسباب ...
سعيد الأخرة هو من الذين قال عنهم الله سبحانه وتعالى : لا يفرحون بما آتوا ولا يحزنون على ما فاتهم ، عرف سعيد الأخرة أن الرزق بيد الله فلم ينظر إلى ما في يد غيره . عرف أن ما به من نعمة فهي من فضل الله فرضى بما قسم الله له ، فأخذ بما أمره الله ..لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم فإن عذابي لشديد ] .. آمن بقضاء الله وقدر الله فآنس نفسه بالذكر وعرف أن ما كان من نصيب غيره لن يصيبه ، وما كان من نصيبه لن يذهب إلى غيره ، عمل بما أمره الله تعالى فأعطى الله حقه وأعطى حق من ولاه الله رعايتهم .. عرف أن المال والبنون زينة فقط .. وأن المال والبنون قد يكونوا أعداء له فاعتصم الله منهم ...
عرف أن متاع الدنيا قليل وما هو إلا متاع الغرور .. ومتاع الأخرة كثير ..
والانسان الشقي : يشقيه في الدنيا وفي الأخرة حب الدنيا ..
زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا ..
فاستحق هؤلاء شقاء الدنيا وشقاء الأخرة ... أما سعداء والدنيا والأخرة فهم الفصيل الأخر
الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زاتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ... صدق الله العظيم
اللهم اجعلنا من سعداء وسعداء الأخرة يا كريم