لماذا لم تعلن مصر الحرب على إسرائيل ؟
ــــــــــــــ ـــــــــــــــ. ــــــــــــ
يجب أن تكون لدينا عدسة ضوئية ننظر من خلالها لنرى ببصيرتنا صورة حقيقة للمناخ والواقع المظلم الذي ساد الوجود . ونتعرف على ماهي الغيوم والضباب الذان خيما وحلقا في سمائنا ومنعا عنا الرؤية ، ننظر في هذه الأجواء القاتمة والتي تتطلب منا نحن العرب على وجه السرعة والخصوص وقفة فاعلة أو حتى ردة فعل تكون مدروسة وناجحة تربك حسابات الأمريكان ليتم الضغط على نتنياهو وحكومته الأرهابية لوقف الحرب والانسحاب من غزة ... الضغط يجب أن يكون على الأمريكيين جمهوريين او ديمقراطيين فكلاهما سواء .. قبل أن يكون على الكيان المحتل .. فأسرائيل تقاتل بالنيابة عن أمركا وعن دول أوربا .
والفلسطينيين لا يملكون أي أوراقا للضغط على أمريكا أو حتى اسرائيل..إلا التمسك بالمقاومة التي لا تمتلك إمكانيات العدو من عتاد وعدة وسيطرة تامة على الأجواء مع استمرار هدم البيوت على أصحابها وقتل الأطفال والنساء في خيامهم
وليس في ايدهم ما يجعلهم يتمسكون بالمقاومة كخيار ضد هذا العدو المتغطرس...
أعتقد ... إن الكرة الٱن ليس في ملعب حماس أو المقاومة أو الشعب الفلسطيني في الضفة ..
وأي تنازل للمقاومة عن الأسس المعلنة والثابته لوقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة كاملة وإعادة أعمارها سيكون بمثابة الانتحار ليست للمقاومة فقط وانما للفلسطنين خاصة والعرب عامة
إن الكرة الٱن في معلب الأمة العربية فلتفعل ما يملي عليها ضميرها والحال الذي باتت فيه لنخرج جميعا من هذا المأذق وتنتهي حرب الإبادة بقوة إرادة الأمة
.. ولأن الأمة في تلك الفترة غير مؤهلة بالكلية لدخول حرب كهذه . فيجب على قادتها اتخاذ قرارات تخفف من وطأة الضغوط النفسية والاجتماعية وحرب الإبادة التي تحدث أمام عين العالم كله ..
## نرى ونسمع بعض الأبواق التي تطالب مصر فقط بالدخول في الحرب ومساعدة أبناء غزة ورفع المعاناة عنهم ..ولذلك لسبب واحد فقط . إن العرب عامة وخاصة اعتادوا أن تكون مصر هي الحامية لهم وهي التي تدافع عنهم على مر التاريخ . فمصر حررت بيت المقدس من يد الصليبيين . مصر طردت المغول والتتار وأوقفتهم عند حدهم . مصر هي القائدة والأم في كل المجالات والمحافل الدولية . مصر هي أكتوبر 73 ..أذن مصر لا غيرها المخول لها إعلان الحرب ودخولها لما تمتلكه من جيش معد ولديه تجارب ولديه سلاح يؤهلاه لخوض أي معركة . لكن مصر الكنانة لا تعمل وفق رؤية أحد أو أقوال لا تدرك العواقب . فحين وقعت مصر معاهدة كامب ديفيد لم توقعها من ضعف .. بل وقعتها عن قوة وبصيرة ثاقبة ، لقد مصر العقيدة الهمجية للعدو الصهيوني وعرفت كيف يفكر وفهمت الأطماع المبنية على السيطرة والتوسع للعدو واعوانه ، فوقعت المعاهدة بندية وشموخ لتحصر العدو داخل أسوار وحدود لا يتعداها فإذا تعدى العدو تلك الحدود فتفرض مصر الحرب عليه داخل هذه الحدود . وهي حدود مؤقته عند العقيدة العسكرية المصرية.. وذلك لفترة قد تمتد وقد تقصر .وذلك حسب ما يلتزم به العدو الصهيوني ،، وكلما التزم العدو بشروط المعاهدة التزمت مصر . وكلما خالفها وخرقها .. خالفتها مصر ،، ورأينا ذلك جليا ما فعلته مصر في سيناء من عدم التزامها بمعاهدة تكاد تكون الورق فقط .. فدفعت بتعزيزات جيشها الثقيلة إلى قلب سيناء .. بل وأرسلت كتائبها وجيشها ليقفا على الحدود ، لأن هناك من العوامل التي تساعد على الإطالة وقصر المسافة لإزالة تلك الحدود وتكون الحرب فوق الأرض المسلوبة والتي يقطن فوقها العدو ظنا منه أنه بنى دولة زائلة وهي زائلة لا محالة . هذا اول بند لفوائد كامب ديفيد التي عارضها العرب وقطعوا علاقتهم بمصرونقلواالجامعةالعربية ..
# الأمر الذي لا يدركه البعض أن مصر لا تحارب ولا تلقي بأفلاذ أكبادها اعتباطا وتجارب بالنيابة عن أحد غير أمتها العربية وشعبها وحماية أرضها .
فمصر تدرك ما يحاك لها وما يحاك للعرب لابتلاعم جميعا في بطون الطامعين ..ترى مصر ما تقوم به إيران من تفتيت للأمة وفرض الهيمنة عليها واضعافها والسيطرة عليها وجعل الشعوب العربية تنفذ لها أجندتها ويحاربون بدلا عنها ...
فصنعت إيران محور المقاومة والذي يتمثل في الحوثي في اليمن فضعف اليمن وخرج كليا من المعدلة وبات مسلوب الإرادة .. وحزب الله في لبنان ، خرج لبنان من المعادلة كدولة لها جيش وباتت تؤتمر من حسن نصرالله وجيشه .. ساعدت بشار الأسد وجزأت سوريا وأخرجتها من المعادلة فلا يوجد جيش بها وخرجت كليا من المعادلة . حتى أنها بات يقصف قلب عاصمتها ولا تستطيع الدفاع عن نفسها ضد من يعتدي عليها ...
والعراق الذي تجزا وبات بين إيران وروسيا وتركيا وعليه أكثر من عشر قواعد أمريكية ..
حتى أن بعض الدول التي ليست ضمن محمور المقاومة بها قواعد أمريكية ، مثل قطر والسعودية وليبيا وجيبوتي والصومال والسودان ... ولذلك مصر ببصيرتها الثاقبة تعلم من أين تؤكل الكتف ولا تخاطر بجيشها لتهلكة في ظل أمة غائبة ومفيدة .. فلو دخلت مصر الحرب لتم ضربها من القواعد المحيطة بها ومن داخل الأراضي العربية والعرب لا يستطيعون منع ضربها وايقاف ذلك ليس عن عمد ولكن عن ضعف ...
فمصر تعرف جيدا أن الفرصة لم تأت بعد كي تعلن الحرب بالعتاد ولكنها تحارب مصر بالفكر والدهاء .
فسد النهضة أو سد الخراب ما بنى إلا استفزاز ا شديد اللهجة لجر مصر لحرب مع إثيوبيا ولكن مصر أفشلت المخطط وجرها لهذا الحرب بكثير من الصبر والدهاء ..
دخول إسرائيل محور فلاديفيا واحتلاله ودخول رفح والاستيلاء على المعبر ما هو إلا أداة ووسيلة لجر مصر للحرب أيضا ..
لكن مصر المتيقظة تعلم متى تتحرك ومتى تقاتل بالعتاد وتطلق صواريخها لتدك بها معاقل العدو .
لأن مصر تدرك جيدا أن هزيمتها سيكون بمثابة النكسة التي لا تأتي بعدها نكبة وسوف تنتهي الأمة العربية إلى الأبد ..
لأن مصر باتت وحيدة بالرغم إن الدول العربية حولها واحد وعشرون دوله . لكن هذه الدول لا تملك إرادتها ....
## سمعت المرحوم الشيخ احمد ياسين في أحد لقاءاته على شاشة قناة الجزيرة القطرية يقول ما مفادة : إن مصر وجيشها هي التي لديها القدرة على الحرب والقتال والعرب يعلمون ذلك جيدا ونتيجة للحسد والغيرة والخوف من مصر في أكتوبر 73 خذل القادة العرب مصر ولو وجدت مصر العون والمساعدة كما ينبغي في ذلك الوقت لأعادت فلسطين لأهلها ... لكنه خذلان العرب لمصر ،ومصر تحتاج لحلفاء لها يمدحونها ويساعدونها كي تحارب وتنتصر ...
# وليس ليبيا بعيدة عن المؤامرة على مصر ووجود داعش بها وعلى أرضها وقتلهم المصريين العاملين بها وإرسال تركيا جيشا ليكون على مقربة من الحدود المصرية الليبية
ومص ترسل جيشها وتضع خطا احمرا لتركيا بليبيا
# وما ببعيد وجود داعش بسيناء لإنهاك الجيش المصري
وما السودان ببعيد في جنوب مصر وما أدراكم من الحدود المصرية الجنوبية والتي جعلت مصر في حالة ارتباك ويقظة
ومصر ببصيرتها تظل ثابتة الجأش لا تنخرط في حرب تعلم نتيجتها مسبقا لذلك مصر لم ولن تدخل حربا إلا إذا تغيرت الظروف أو إذا فرضت الحرب عليها
.. بقلمي : سيد يوسف مرسي الجهني