قالت : لم تنظر نحوي ...
لملم كل ما تبقى من ذكرياتك ...
لملم أشعارك ...أحلامك ...أنفاسك المكتومة
بين أضلاعك ... خواطرك النائمة في كراسك
لملم كل الأشياء التي تحتاجها في شتاتك...
عبأ حقائبك وأحمل على ظهرك فتلك أوزارك ..
ليس ما سمعت من مهمهات .. صوتي .فلكل صوت في الوجود صدى...
قلت : أو من خيار ؟..
قالت :وما بك بالخيارات تفعل وقد اتخذت قراراً..
قلت :أود أن أضع عن كاهلي بعض أوزاري ..
فإن كان صبري بات وزرا... ضعي البيان وقولي..
أم بات صبري..صمتي .. ودي نكرا
أشعاري باتت جوف بئر .. أنفاسي لم تك لك حكر ا
ألست كنت تعدينني من الأخيار ؟..هل يُسأل المعدوم قبل الإعدام
عن ماذا يشتهي ؟...ماذا تريد بعد الممات ؟ .. الطير قبل الذبح
يسقى ليرتوي قبل أن يدخل المذبح ..
قبل الرحيل يفكر الطير أين يحط أو يسكن ويعد لنفسه مطرح..
كلمات وقفن على طرف لساني ...خلقوا تخمة في صدري وأحشائي
حملتك أمك تسعة أشهر في بطنها لا تعلمين عنهن شيئا ..
وحملتك على راحتي ضعف العدد بالسنين...
أرضعتك أمك عاما أو بعض عام ..وأطعمتك
المن والسلوى عشرون عاما ...عوضتك عن اليتم
بحناني ومودتي وعطفي .. واحتويتك بين أذرعي
أربت على كتفك ، وأمسح على شعرك ،
واليوم أنا المدعو للرحيل .... سأرحل عنك
وسترحلين مني ... واعلمي أن كثيرا من الطير يغريه
تقلب المناخ فيهجر عشه.. لكن عندما يحل الشتاء
ويغمره الصقيع يحن إلى الدفء ..
لكن التضاريس فوق الأرض متحركة فاحذري
أن تعودين وقد تبدلت التضاريس.....
بقلم : سيد يوسف مرسي