باصونة الحاضر والماضي

باصونة
او كما جرت تسميتها من قبل سونه او بسونه ..
أنصنا هي إحدى أقاليم مصر القديمة ورد اسمها في كثير من المراجع القديمة . فهي مدينة العسكر .والجند وهي القلعة الحصينة لهم . وهي المكان الذي لجأ إليه الرهبان في وقت ما ،حينما اشتد بطش السلطة عليهم ، فاختبؤا فيها بعيداً جير العدوان الروماني. وهي المدينة القابعة الهادئة ، والتي يحيا سكانها خلف الأسوار في هدوء وأمن . وهي المدينة التي جاءت منها حليلة الرسول وزجته أم ابراهيم عليه السلام ابن رسول الله صل الله عليه وسلم السيدة مارية القبطية .. تقع أنصنا سابقاً بوسط الصعيد بمصر ضمن أعمال اهناسيا أو المنيا ..قبل نشأت مديرية جرجا ، دخل الاسلام مصر على أمتداها حتى حدود مملكة النوبة ،فتحت أنصنا على يد مجموعة من الصحابة والتابعين بعد أن استسلمت الحامية البيزنطية بها ،فخرج من خرج من سكانها بعد أن تم فتحها بقيادة لبيده بن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ، الذي مازال ضريحه موجود بها ، حين كانت تقع غرب النيل ، بعد فتحها اختفت أخبارها وتوارت ,توزعت مدنها وقراها حسب تقسيمات إدارية تقوم بها الدولة والحكومات التي تحكم مصر، حتى جاء القرن السابع عشر، وفي أخر ثلاثة سنين قبل فوات القرن وانتهاءه غزا الفرنسيون أرض مصر، وتوغلوا في صعيدها حتى وصلوا حدود قبيلة جهينة بسوهاج . حيت كانت أنصنا في ذلك الوقت قد بسونه أو انسونه ،كان يسكنها بعضاً من سكانها الأصلين الذين أسلموا فيما . وتركها البعض ومن امثلة من ظل بها من سكانها رجل كان يدعى ب جريس وهو الذي كان يمتلك اغلب زمامها وكانت له بئر بجوار المدرسة الابتدائية من جهة الشرق ومكانها تحديدا اسفل بيت محمد عبد الجواد هناوي . ولما ظهرت الطلمبات الحديدية اهلمت الپئر وقل ايرادها فردمت وقد كان ويشرب منها كل ابناء باصونة ... وترك باصونه جريس في اربعنيات القرن الماضي وتقريبا في اثناء قيام الحرب العالمية الثانية. وحينما خشيت جهينة إن يأتها الفرنسيون من جهة حدودها الشرقية ،أرسلت بعضاً من رجالها كطلائع ومجاهدين يراقبون الثغر الشرقي لها ، كانوا رجالاً أشداء ولديهم الاستطاعة في الذب عن القبيلة وأهلهم فاستوطنوا باصونه. وقد أدى رجال جهينة دورهم المنوط لهم وانتصرت جهينة على الحملة الفرنسية في 10 أبريل عام 1798ميلادية ومن هذا الوقت بات هذا اليوم عيداً قوميا لمحافظة سوهاج يحتفل به أبناء محافظة سوهاج كل عام ، مكث هؤلاء الرجال فوق أرضها التي اختفت تاريخا حافلا أسفل ترابها ، وفوق أرضها ...فقد رأينا بأعيننا كما من الحجارة التي تشبه الأبل ال جاثية على أرجلها ، وراينا حجارة ضخمة تقف أمام منازلنا تشبه إلى حد بعيد بقايا أعمدة حجرية ، أذكر أنه كان أمام بيت خالتي رحى من الحجر الوردي كان يستعمل في طحن الغلال ، لا يقل عن أثنين ونصف المتر طولاً ، وعرضاً لا يقل عن أثنين متر ، وكنا نلعب فوقه طوال النهار ، ثم انفصلت باصونه عن جهينة حسب التقسيم الأداري عا1898مع انفصال جهينة عن المراغة وتم وضعها ضمن أعمال طهطا ،وأصبحت باصونة تابعة لمركز طهطا حتى انفصلت مرة أخرى لتعود ضمن أعمال المراغة 1963 وتنفصل جهينة أيضاً عن طهطا والمراغة ، لتصبح مركزا يضم مجموعة من الوحدات المحلية والقرى .. أهتم سكان باصونه بالتعليم كما اهتموا بالزراعة فأخرجت الكثير من أهل العلم والدين على مر تاريخها . فكان من أبناءها شاعر البادية الشاعر الشيخ محمد بن المطلب بن واصل مفتش عموم اللغة العربية في المملكة المصرية والسودان . ثم الباكباشا أبوستيت عضو هيئة الضباط الأحرار في ثورة يوليو 1953 ، الشيخ محمد حسين طباله احد علماء الأزهر الشريف
الشيخ الدكتور اسامه الأزهري أو اسامة سيد محمود سعد مستشار رئيس لجمهورية للشئون الدينية الذي عين وزيرا للاوقاف ، نال أبناءها شرف تولي قيادة التعليم في جميع صنوفة فترأسوا العديد من المناصب العلمية بالكليات والجامعات المصرية الأدبية والفنية والرياضية كالدكتور جمال محمد علي رئيس الجهاز الفني في اتحاد الكرة المصري وعميد كلية التربية الرياضية بأسيوط سابقاً والمخرج هاني خليفة مخرج فلم سهر الليالي وعرق البلح وعميد كلية الأداب بإسيوط دكتور يوسف جاد الرب وعميد كلية الطب بأسيوط دكتور محمد عطية أبو خبر ولا يوجد منزل ولا بيت ولا دار في باصونه إلا وبه أستاذا في الجامعة أو منصبا تربويا أو أمنيا مثل اللواء أحمد مختار حارس رئيس المنطقة الجنوبية بسوهاج . والغالبية العظمى لسكان باصونة ينحدرون من عشائر و أفخاذ جهينة من قبيلة السمرة وذبيان وهم في وئام وتلاحم ومحبة بينهم وبين الجميع ..
تنويه .. حقوق الملكلية الفكرية محفوظة ....
بقلم : سيد يوسف مرسي الجهني