[ يا سيدتي 2]
لم أدرك أن اليوم سيأتي * وستنظر عيني وجه البدر
سأقص عليك حديثاً * قد يضحك سنك أو تبكي
سأفندُ فيه بكل لغات الدنيا * أن امرأة هدمت بيتي
قد كنت ضحية ... حتى رأيت العمر يولي
وينام العقل سنينا في أحضان الليل يلبي
وبرأس النائم يلعب نردي
قد كنت صغيراً .. لا أعرف حداً ..!
لا أعرف كيف يكون الجد..؟
لا أعرف كيف يكون اللعب ..!
يرضعني الليل من حلماته ... حليب الجرو بن الكلب
لم أعرف أبداً أن طبول القلب حين تدق
تهتف شوقاً طرب الحب .ز
ولدغت كثيراً من جحر الحية * حتى رأيت الجسد يموت ويحزن قلبي ...
قد كنت نقياً مثل مياه النهر العذب حين تسير وتجري .
مال للحية بنت الحية تشرب دمي ؟
هل تعلم أن الذئبَ بريء ٌ حين أشاعوا أخوة يوسف ؟
أن الذئبَ قد أكل الحمل ِ... وقد كان بجبِ
جوف الظلمة طي القعر ...
امرأة مثل زليخة هدمت بيتي .
جعلتني نزيل هواها وتشرب دمي
تسحق عظمي .. تأكل عمري
تغيب فجري ...
وانفض النور ..
لما رأيت الحية تُبلي بلاء ينهي وجود الجنس البشري
تقتل فيه كل عفاف النفس ...
جعلت حول القلب سياجا . . من صوان الجبل ليدمي
يا سيدتي ....
ما كان بيدي وكنت صغيراً ...
وأمضيتُ العمر يئن فؤادي مثل الهرِ حبيسٌ داخل همي
لم أعرف كيف يكون الهرب ِ ؟
وأنزع قلبي من معصرة الذنب ..
واليوم وجدتك يا سيدتي ..
وأظن كثيراً أني وجدتك داخل حلمي
حين وجدتك أشرق فجري وتطل علينا وتشرق شمسي
ويبزغ أملي مثل بزوغ القمر شروق البدر
يا سيدتي
حين وضعت الرأس فوق وسادة
وراح يطوف الفكر حول الرأس مثل قلادة
أنده حلمي .. أشقُ طريقاً نحو نجاتي . . نحو صفائي
نحو المهد الغائر تحت ركام الذنب
يا سيدتي
كنت مثال الطهر.. حد العفة.. حد الجد
لم أطرق باباً للعصفورة
لم أرسل حرفاً للمنكورة
ما طاف فؤادي خلف هواها
وما كنت يقيناً للجسد العاري في يوم غاوي
كرهت يقينا كل ورود الدنيا
كرهت مروري بين الورد ، اخشى الشكوك يمسك رجلي
وشروقك يا سيدتي أعاد المهد كي أمحي الصورة
من فوق جدار الحية ولا تنظر وجهي
يا سيدتي