(يُحارُ فكري )
يحار فكري جوف رأسي
إن دبت أقدامي على شاطئك
كن لي ودود إن زرتك وابتسم
واجعل لوجهك بشاشة في وجهي
فإني أخاف منك وأرتجف
لا تثور في وجه الحليم
وكن غضوباً في وجه الظُلم
بدِي أن أهامسك ، تهامسني
في ركوع الصمت
بعيداً عن لجاجة الموج
وعكر ماءك الملح
الشمس تعانق الدنيا بالصحو
كلما اشتدت حرارتها
والناس تلقاها بصدر رحب
أصغي إلَّى هديرك يا بحر
فينتابني الخوف منك والذعر
وأحس أن الخليقة ما عاد لها عيش
وأن الأجل لها قد احتدم
يا بحر...!
لما الغضب على أحبابك
على سكانيك ممن سكنوا شطك
أو كانوا من القواقع جوف الصخور
ومناخ لا يحتمل
ودي آتيك كي تغرد معي في وحدتي
كلما دندنت على أوتاري أرتجي النغم
أهفوا إليك تواسيني
أبيح لك
ما خلدت في ذاكرتي شيئاً يعتبر
لعلني ألقي في رحابك
ما ترتاح به نفسي وألتجم
ما أخفيت عنك سراً
وها أنا الملاح فوق وجهك
وأنا ألغواص في أعماقك
والعاشق لك في الرخاء
وحين يحتدم الأمر
عند توهجك يمتلكني الفضول
تسوقني الظروف
حين تلقيني على شواطئك
عشقي لك
عشق خالص
لا عشق خادم لا خادمه
هنا تُولد بنات أفكاري
والرجاء أن تكون لنا
فأنا الفاني الصائر إلي العدم
إياك أن تغدر بي
وكن لنا وفياً إن أشتد بنا اللهب
عسى أن يقابلك غيرنا يوماً
فتقول كان لنا صديق يوماً ها هنا محتسب
رويدا فعسى ربك أن يأتي يوماً
لنا ولك بالفرج
بقلمي / /سيد يوسف مرسي