أسعد الأشقياء …
……………………………….
يا دمعة في قلب عاشقها
يشكو لها صبحا وإمساء
يا وردة قد فاح كلّ أريجها
فأضفى على القلب عنف العناء
يا من بحبّك قد سُبيت ولم أزلْ
على جفاءٍ منك أسعدُ الأشقياء
هجرتني ولم تصلْ لُجَّ بحري
فتمزّق القلب أشلاءً وأشلاء
وظلّ السّقيم على سُقمِهِ
وظلّ الماء يقطر فوق ماء
فما تركت القلب في خيار
وما عرفت الوجود من الفناء
وما طعن المحبّ إلاّ على غفلة
جزاءً لعنفوان حبّه بالهراء
فلوْ جُبْتِ البسيطة بأصقاعها
وأمصارها لوجدتها خرساء
جفاها الكلام ، كساها الظلام
وارتدّت سماءها كتلةً سوداء
فلو سألتها: يا أرض هل حويت
حبيباً يكنّ لِيَ الحبَّ والفداء
لقالت: هو الفريد ولا مثيل له
رقى بحبّك إلى أوج السّماء
يرفرف حبّه في كبرياء
ويدعو الحبيب لوصف الدّواء
لإبراء قلبٍ تهشّم عشقًا
وتضميد جرحٍ وحقن دماء
فأُعرضَ عنه على نبله
وبِيعَ المحبّ فهل من شراء
فأنت البدايه وأنت النهايه
ولا حبّ بعدك حتّى الفناء
ألا فاسبحي وادركي كنه حبّي
ولا تشتري الصّفو بالإزدراء
ولا تعرضي عن نداء المحبّ
ولا تنصحيه بعشق النّساء
فلم يبلَ حبّك ولم ينته
ولن يذبل الورد قبل النّماء
ولن أتخذْ بعدك من بديل
ولن أضمر الغدر بعد الوفاء
فأنت البداية وأنت النهايه
ولا حبّ بعدك حتّى الفناء
فهل من مجيبٍ لهذا المحبّ
وهلْ من مُلَبٍّ لهذا النّداء
فليت الحبيب يقدّر وُجْدِي
وليت الكلام يشخّصُ داء
………………………………
الشاعر عادل سعداوي
من تونس