مرثية في حضرةِ البحر
.........................................................................
من دّلَّ البَحر على قبري
فأوصد على الاشرعة أبواب الاياب
والحزن الراكز في قلوب الفاقدين فوران تنور
البارحة كان البحر ضيف مقبرتي
أعد متكأ عند شاهدتي
وأحضر الكلمات
ومحبرة نسيتها على رصيف غانية ..
كانت أجرتها قصيدة
وسمكة مشوية وقنينة (راقي)
البحر نسي القنينة والكأس
لكنه مانسيِّ المزمار وطبل لشيخ كان يضحكني في فارنا
(الينا) لم تعلم بعد
فبرد صوفيا لم يعلن موتي
والأشجار المصفرة تخبئ في لحائها قصصي
سيكبر صغيري ليفك الرموز
(الينا) دعيه هناك بعيدا عن تراب لايُنتج غير القبور
وشعبا شغوفا بالنذور
من روما امتدت أيدي الالهة تطلب كأس شراب
ربما سَكرتُ أو سَكرَ موتي لنرفع مع الالهة الانخاب
ونرصف الذكريات على لوحة شطرنج
كل الذين أعرفهم جنود
والجندي أول الضحايا مثل كل الفقراء
سَكِرَ البحر فَجَرَّ ماءه ليعتكف في قلب جبل
من هنا ألمَحُ ابتسامة على مُحيا (الينا)
-زوجي الشاعر لا يحتاج الخمر
فحبيبي يسكر بالكلمات
ويعشق وجه قصيدة شاردة
(الينا) ستقرأ برد صوفيا وسترتدي فستانها الاسود
ستعلن أشجار الحور الحداد
ووجه (الينا) كالبدر يلمع في السواد
مّنْ دَلَّ البّحر على قبري
فأرسى مراكب مواجعي
وألبس الموت ثياب حداد
محمد الانصاري
بغداد 11/4/2017