أنـــا يَــا بـحــــر
عمان في 18/2/2017 ( البحر الوافر ) شعــر : سـعـيـد تــايــــه
اَنَــا يَــا بَـحـــرُ تَنـزِفُـنِـي جِــــراحُ تُـلازِمُنِـي لَـهـا جَسَــدي مُبَــــاحُ
تَفـيــضُ بِــيَ الهُـمُـــومُ بِـلا حُـدودٍ تُـمَـزِّقُـنِـي فَـتَقْـذِفُـنـي الـرِّيَــــاحُ
وَتُلـقـي بــي بِــأعـمــــاقٍ سِــحـــاقٍ بِبَـطْـنِ البَحــرِ يُـعـوِزُنِي السلاحُ
أغــــوصُ بِــــهِ ولا أَحَــــدٌ مُعـيـنٌ سِـوى رَبِّـي ولا شـيءٌ مُـتـــاحُ
فَـيَــا بَـحـــرَ الغُـمُــوضِ ألا تَـــراني بِمَـوْجِــكَ أخـتفي رَدَحـاً يُـتـــاحُ
تَـــــدِفُّ سَـفَــائِنـي وَبِـــلا اتِّجـــــاهٍ وَلا أدري إلــى أيـــنَ الــــرّواحُ
فَـيــرْتَطِــمُ السفـيــنُ بِـصَخْـرِ شَــطٍّ وَتَنْكَسِـرُ الجَـوانِـــبُ والجَـنَـــاحُ
أظَــلُّ أَســيـــرُ فـي دَرْبٍ جَـهُـــولٍ بِـهِ الـعَـثَــراتُ تَنهـشُنـي جِـمَـاحُ
أرى دَربِـــي جَــــداوِلُــــهُ بُـكـــــاءٌ وَشــدوُ طُـيُـورِ راحِـلَـتِي نِـيَــاحُ
أجـوبُ الأرضَ أبحَـثُ عَـنْ حَـيَــاةٍ يَـكـونُ بِهـا السَّعــادةُ والفـــلاحُ
فَــلا أجــدُ الَّــذي أبغــي بَـتَـــا تَـــاً يَـفِـــرُّ مِـنَ الأمـانــي لا يُـبَــــاحُ
ظَــلامُ اللَّـيْـــلِ يَـغْـمُـرُنـي نَـهَــــاراً وَفَـجــرِي لا يُـعَــانِـقُــهُ صَـبَـاحُ
وَهــذا الـدَّهْــرُ جَـرَّعَنِي سُمُـومَــاً مِـنَ الآهَـاتِ تَـعْـزِفُهَــا الجِـراحُ
فَـأسـقـانِـي الهُـمُـومَ بِـــلا حِسَـــابٍ وَأمْطَـرَنِـي بِهَــا القَــدَرُ المُـتـاحُ
تَـظَـلُّ الـنَّـائِـبَـاتُ رَديــفَ جـرحـي تُـسَـانِدُهَــا الـصَّـوارِمُ والـرِّمَـاحُ
فَهَـلْ تَـبْقَـى الـنَّـوازِلُ مَهـدَ سَاحِي وَهـلْ يَبـقَى النَّـزيـفُ وَلا صَـلاحُ
شـعـر : سـعـيـد تــايــه
عمان _ الأردن
18/2/2017