[ اتركيني ]
اتركيني وانهي المقال
نظرت إلى وجهي وقالت :
هل نويت أن تشق الطريق إلى الشقاق ؟
لا .!
لكني حريص كل الحرص
أن يبقى الوئام ،
كنت في نصب عيني منال
قالت : كم أثرت أن تمضي غياباً ؟
وترتدي ثوب المحال ،
ارتج الكأس في يدي
وفاض كيلي يا منال ،
راحت عيناها ترصد ملامحي
وشق نهري في العنان ،
اليوم : حال وبالأمس حال ،
ما ركبت اليم أغرق
وما طلبت سكن الجبال ،
ولا لبست من غزل غيري
وهذا ثوبي للعيان ،
قلت كل الظنون
وبنيت بيتاً في السكون
وصحبت الطير فجراً
وأنست النجم ليلا ً
وما تركت ركناً في المجال ؟
غايتي : دفء الفؤاد
بالحنين وفي الحلال ،
منذ رحلت عن دروبي
منذ تركت مجال طوفي
حين علمت يوما ً بالنكال
رحلت .!
ربما كان هذا مرادي ،
ربما كان هذا هوائي ،
ربما أضحى منايا في المنام ،
ربما صاح نصيبي
وجاء يركض في وضح النهار ،
ربما جاء ترتجي من الوئام ،
اعذريني
أو صدقيني
ما كنت ألهو
حين شاطرك رغيف خبزي
حين مالحتك ضئيل زادي
حين أغرقتك في المُدام
كان ضئيل الزاد يكفي
قلب محزون من وقع الصدام ،
ربما أمسكني الملام .!
ربما اعتصمت بالصمت
أخذي اللئام
صدقيني .!
كنت أركض في الطريق
وأخشى الليل أن أنام ،
كان في فؤادي كل ود
وما كان في ذاتي أي امتهان ،
ما كنت أعرف درباً للعناد
أتدركين .؟
لمَّ واريت وجهي ؟
وأفصحت اليوم قصدي
وألبست خطا ريف قلبي الرمال ،
تلك لحظة ،
همس الوجدان
وضوء ثري يمحو السؤال
أنا : لست لك
هذا سري من بوق بوحي
تحفظيه حتى الممات
لست نباشاً للقبور
وما وددت أن أفشي أمراً
يا من جئت تسألين ؟
ويا صاحبة الحب والهوى ؟
ما ذنب الأرض أن يحجب الغيم في السماء ؟
نكاية أم عرمرما ؟
أم ذاك دأب الهوى ؟
صدقيني :
رفعت وجهي لرب السماء
وأفرغت قلبي من الشهاء
وأردفت لهفي خلف سور
وجعلت بيني وبين الماضي
سداً من صخور
وسقيت وجداني ماءاً طهوراً
وسجدت بالليل سجدة
لا عليك .
اتركيني
وكفى من بذل السؤال
اتركيني
[قلمي @ الشاعر سيد يوسف مرسي ]