Admin صاحب المنتدى


   تاريخ الميلاد : 31/12/1957 العمر : 65 تاريخ التسجيل : 22/11/2013 عدد المساهمات : 648 مدينتك : سوهاج / مصر العمل : في مجال الهندسه المزاج : الشعر والأدب والتاريخ والدين واللغه العربيه 


 | موضوع: قصائص مقاهية(3) لسيد يوسف مرسى الخميس ديسمبر 05, 2013 1:57 pm | |
| حكاياتي المقاهية (3)
(فسيكة) نحيل الجسد دقيق الساقين هادئ الطبع غائر العنين تعلو وجهه الدقيق سمرة بحمرة سكن شارب تضحم وتدلى على فمه يكاد يكسوه ويغطيه أسقط رأسه فى عمامته التى تضخمت من كثرة الطى واللف غارت رأسه بداخلها فلا يظهر له وجه أنه زرزور كما تدعوه زوجته النكدية (فسيكة)الذى عادة ما يناديها ويدعوها بفسيكة لنحافتها وسرعة حركاتها وعدم توقفهاوقد أطلق كل واحد منهما على الأخر اسماًوتعرفا بين بين الجيران ب هذان المسميان زرزور وفسيكة لا يتوقفان طوال النهار عن النقار بينهما وكثرة الثرثرة طالما زرزور متواجد معها بالبيت ودائما ما يحلو لها الإعتراض والتحقير لأى عمل أو شئ يأتى به إلى الدارأو في الدار فصارت له مصدر ضيق وازعاج ونكد فأصبح لا يقيل فى بيته من حر ولا يدخل عليها إلا متأخرا خوفا من أن يلقى وينال منها ومن لسانها ما يؤذيه ويغضبه فكانت تلهبه بلسانها وتحقر أى عمل يقوم به فهى لا يعجبها عجب العجاب؛ وفى ذات يوم رجع مبكرا قبل غياب الشمس فما أن رأته حتى صاحت فى وجهه وكشرت على أنيابها وملأت الدنيا ثرثرة ؛فضاق صدره ضيقا شديدا وأقسم أن خرج ألا يعود ثانية إلى البيت مهما كلفه ذلك من نصب ومن تعب كان فيه حتى لايرى وجهها ولا يسمع صوتها ؛ فأرض الله واسعة ؛وحمل عصاه فوق كتفه حافى القدمين لا ينظر خلفه ؛حملته رجليه الدقيقتين وأمله فى النجاة ؛ وظل يمشى متنقلا بين البلاد يتسول طعامه وشرابه ،أما نومه فكان تحت جدران منزل أو جوف بيت مهجور ، يلتحف السماء غطاء ويفترش التراب سريرا مع الأرض .وذات يوم أخذه مصيره فدخل أحد البلاد ووهو لا مأوى له وظل يطوف بشوارعها ودروبها لعله يجد أحدا يسأله عن طعام فما وجد بها أحداً يسأله وبعد أن أعياه الجوع وغشت عيناه هناك ...لمح رجلاً مسرعاً كأنه يود أن يلحق بركب فاته فراح ينادى عليه ويركض نحوه حتى سمعه . نادى زرزور على الرجل أن توقف .....! وقف الرجل وهو في حالة لهف حتى دنا منه زرزور ، قال زرزور : جائع وأطعمنى ؛قال الرجل : وهو يسغرب سؤال زرزور وهو يظن أنه من أهل بلدته ، هل يوجد في هذا اليوم جائع في بلدتنا ؟ ، تعالى معى ستجد الطعام الشهي واللحوم وما طاب من الطعام أليس اليوم المهرجان لأميرى لتولية الأمير الجديد فى هذا اليوم وسوف تجد هناك طعاما وشرابا لك ولكل الناس ؛ذهب خلفه يتبعه ببصره وهو لا يكاد يقوى ينصب عوده على الجهد الزائد لضعفه حتى وصل إلى الجمع المجموع وإذا به بخلق كثير نساءا ورجالاً وأطفالاً يلتفون فى حلقة دائرة تتوسط ساحة شاسعة يوضع فى وسطها إناء فضى كبير يخبئ أسفله شيئا ما ....يقف بعض الرجال بجانبه وواحد منهم يشير إلى الإناء وهو ينادى ويقول من يتعرف على المخبأ أسفل الإناء يكون أميرنا .. من ذا الذى سوف يساعده الحظ فى هذه اللحظة هو سيكون الأمير بلا منازع ، فهو الذى عرف المخبئ أسفل الإناء فيصير أميرنا فيخرج من يخرج ويعود دون التوصل لأمير ... وقد تعلقت العيون إلى من يخرجوسادة لحظة من صمت وليس هناك من يتقدم وكان هو قد اتخذ لنفسه مقاما متقدما فى مواجهة الحلقة ؛وإذا بأحد الواقفين يلكزه بغير قصد فيميل مندفعا للأمام فظن الحضور أنه يريد الدخول وصاح الناس وصفقوا له فى كل اتجاه وهو يأبى الدخول والناس تدفع به للأمام ؛فلما وجد نفسه داخل الحلقة ولا مفر من الرجوع رضخ للأمر وتقدم وهو يرتعش ولا يعرف ماالذى سيقوله ونظر إلى الإناء وطرقه بعصاه طرقة خفيفة ونظر إلى الناس فاذا هم سكوت ينظرون ثم تبسم ابتسامة الساخر من نفسه وضحك وتعجب من القدر الذى ساقه على هذه البلدة وتمتمت شفتاه وهويقول لنفسه تدفعك المرأة كى تغادر البيت ولا تعرف ماذا سيكون مصيرك وماذا سيكون أمرك ؟.....يكون ما يكون ؛سأقول أي شيء .....سأقول أي شيء .... لكن مالذى ستقوله أيها الشقي ؟ يا زرزور لاتعلم الغيب فما الذى ستقوله للناس ؟ ثم جلس على الأرض ومد عصاه أمامه والناس ينتظرون وينظرون ....ومرت الثواني ثقيلة كالجبال وغابت به الدنيا وكادت روحه تزهق من ضيقه وحزنه من زوجته ثم علا صوته وأدار رأسه وقال بصوت مرتفع عملتيها يا( فسيكة ) وهو يكاد ينفجر وهو يصرخ فعلتيها يا فسيكة عملتيها يا فسيكة وهو لم يتصور إن الذى تحت الإناء هو أنثى طائر الفيسك وزرزور يقصد زوجته فى قوله وصياحه وإذا به تندفع الناس بالتهليل والتكبير ويحمل على الأعناق ويطاف به وهو فوق رقابهم وأكتافهم الأمير ... الأمير ...عاش الأمير تمت والحمد لله سيد يوسف مرسى
عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء يونيو 17, 2020 9:30 pm عدل 1 مرات | |
|
ابن عسكر المشرف العام


  تاريخ الميلاد : 01/01/1960 العمر : 63 تاريخ التسجيل : 07/01/2014 عدد المساهمات : 80 مدينتك : سوهاج المزاج : الشعر والأدب 
 | موضوع: رد: قصائص مقاهية(3) لسيد يوسف مرسى الخميس يونيو 11, 2015 9:42 am | |
| ما أجملها من قصائص ماتع قلمك رائع في قصصك سلمت يداك والقلم | |
|