شيئ فى نفسى لابد منه
لسيد يوسف مرسى
اعتادت أرجلي الخطى ؛
كى أتنفس فى مهد الطريق
متخطيا معبرها الحديدى العتيق ؛
قد توسد على رأس مجرا مائي رقيق
توطدت قواعده بناء يربط بين شقين ،
تتملكنى لهفة شوق ؛
أسرع الخطى ،
أحمل تحت إبطى قرطاسا ،
محبرة ،
وقلما قد تحفذ بالنداء
أو بعضا ممن جاد به الخيال
غث ،ثمين ،أوهزيل له لحاء
ندلف حيث يكون الملتقى
فيما يسمى عندنا نادى الأدباء
فى جعبة كل واحد أزبارا ،
قراطيس ،
أو أشياء تسكن فى محتوى الأنامل ؛
بما حبلت به من الخيال
أو حلم تيقظ فى لحظة من غليان
أو قصة تخبأت
فى وكر ضلع
كاد يغمرها الغرق بالنسيان ،
قد ينال صاحبها مدحا ؛
وقد ينال بها قسطا من السئمان
يجود الخاطر بالجموع
لحظات وينقشع الغبار
*******
الساعة: الثامنة مساءا
اليوم :الإثنين
،الليلة : ليلة الثلاثاء
،المكان؛ قصر قديم
شاهت فى وجهه الأيام ،
بهو فسيح تتوسطه مقاعد
عفا عليها الزمان
،يفتح الباب ويدلف الحضور
يتقدمهم صاحب العزة
ومن حوله و من له دلال
،يجلس الجمع
ويرفع صوته الحاجب فيمتلئ المكان
،يقرأ النائب العام مذكرته
مذكرا ولافتا الأنظار للالتزام ،
مشيرا بعصاه ناحية الشعار
(الميزان)
تفترش القراطيس
بين حر ؛ ونثر ؛ وفوضى ؛
ومن راقت له الأوزان
********
يشير صاحب السلطان
وقد تملكته ابتسامة
يجيد صناعتها بين حين وآن ،
لقد جاء دورها،
أنثى من بين الإناث
شامخة البناء
صافية الذهن راقية الكلام ،
تلمع عيناها بريقا
كأنهما نجمتان فى السماء
،نثرت قصيدها عسلا
صب من كأس إلى كأس إلى فنجان ،
استوقفنى همس يجاورنى ،
لمز ؛ غمز
وتكالب الألسنة عليها بالسؤال
غلبوها على أمرها ،
فاضت عيناها دمعا
وتحركت وجدانى بالغليان ،
فصحت قائلا مهلا :مهلا
أيها الأحبة الكرام
،ومددت يدى أهنئها
وأدفع عنها حقد زبائنة السلطان ،
فقلت وأنا أنتزعها
وكأنى أنتزع فريسة من فم ثعبان
: تعالى يا (نجوى)
تعالى يا (نجوى)
أنزع عنك ثوب الخريف
وأسقط فيك حبات المطر
ونجرى صوب سماء الربيع
،ونبحر رغم أعاصير البشر،
ففعل السفالى يزيح الشعور
ويبنى القلب حصون الغضب،
والشمس تنبت دود الفناء
ويبقى اللحد بأمر القدر،
فبيت الشعور سجين البوم
ويبقى البوم أعالى الشجر
فأين الشعور ؟
وأين الشعر ؟
وأين ألأدب ؟
(نجوى أسم غير حقيقى لكنه من الخيال)
شيء فى نفسى كان لابد منه
(تحياتى
(سيد يوسف مرسى)