الحق والباطل
تقابلا الحق والباطل في الطريق ؛ وتعارفا علي بعضهما البعض ؛
قال الحق للباطل ما الذي أوقعك في طريقي ؛ألا تعرف أننا لا نتفق
ولا نتقابل في أي أمر ؛فأنت لك مراد ؛وأنا لي مراد ؛وليس هناك شئ نجتمع عليه ؛قال الباطل : هذا صحيح ولكن القدر جمع بيننا ؛
قال الحق : أعوذ بالله أن أجتمع معك وأسلك معك مسلك أنت سالكه ؛ ما الذي دهاك وأوقعك في طريقي أيها الظالم ؟؛
ضحك الباطل ضحكة عالية طويلة ؛ قال : أنا ذاهب للشهادة ؛ ومستدعي من أصحابي ؛ قال الحق : يا حسرة أنت تشهد ؛؛؛؛!!
ومن يقبل شهادتك ؟ قال الباطل كثير وأكثر مما تتوقع ؛ قال الباطل للحق وأنت ؛ قال الحق : وأنا ذاهب للشهادة وشهادتي شهادة عدل ؛
تنصف المظلوم وتأتي بحقه فلا يضيع بشهادة أمثالك ؛
قال الباطل : الحمد الله طريقنا واحد وأمرنا واحد ؛لكن الطريق الطويل ؛فهل معك دراهم نشتري بها دابة تساعدنا علي عناء الطريق ومشقته ؛ قال الحق نعم معي ؛ أخذ الباطل واشتري دابة ؛ وجاء بها ؛وعندما هَمّ الحق بالركوب ؛وقف الباطل معترضاً
علي ركوبه ؛ قال الحق لماذا تمنعني من الركوب ؛ وأنا صاحب الدراهم ومن حقي أن أنتفع بها أنا لآ أنت ؛قال الباطل : ويحك ؛؛؛!
الدابة قاصرة وضعيفة ولا تستطيع حملنا نحن الاثنان؛نستطيع أن تقسيم المسافة بيننا ؛ وإلا فلا ؟
قال الحق : لا أترك حقي وأترك لك الدابة فتركبها وتصل لمرادك ؛وتشهد شهادة الزور ويضيع العدل بسببك ؛
قال الباطل ؛ لن أتركك ولن أسمح لك بالركوب فأنا الذي اشتريت وأنا صاحبها ؛
أبي الحق أن يترك الباطل ليذهب بالدابة ؛واشتد غضب الحق ؛فبادر الباطل وقال : تمهل لا تغضب ؛ سوف نحكم أول قادم في الطريق بيننا ؛ فارتضي الحق بهذا الرأي ؛ ووقفا ينتظران ؛ وإذا بالقادم قد اقترب منهما ؛ فأسرع إليه الباطل قائلاً : لقد حكمناك بيننا ؛فاحكم بالعدل فليس سواك يستطيع أن يفصل ويحكم بيننا ؛
قال الحكم :ما الأمر
قال الباطل : هل الحق يمشي أم الباطل ؟
قال الحكم :الحق هو الذي يمشي ومن يمشي غير الحق
هنا صرخ الباطل في وجه الحق وقد كسب معركة بدهائه ؛
هل سمعت ما قال الحكم ؟؛
ستمشي علي قدميك الطريق كله ؛وسأركب وسأصل قبلك ؛
لأدلي بشهادتي ؛
التي تجعل شهادتك لا قيمة لها لأنها تأتي متأخرة
وإياك أن تلتقي معي في طريق
بقلمي @@ سيد يوسف مرسي