حورية في اللجاجة
بقلمي @ سيد يوسف مرسي
حورية تسكب من عينيها الدمع
تدور في رحى اللجاجة
تَعُدُ الأمواج َ
تبحر في عقر دواخلها
في تيه من مدٍ وجزر
تنتظر الفجر يناديها
لكن مازال السرمد كالقبر
تصطدم بحائط شواهدها
ويعود الصوت يتراقص
يلف أركان الكون
قد فت كل جوانحها
من يمسك تلك اليد
من يعرف كيف يلم ضفائرها ؟
من ينقذ تلك الحمرة في الوجه ؟
تستنجد بالمجهول
ومازالت تصرخ في عرض البحر
تتسع الصور علي الجدران
وترتفع القامة تنظر شبحاً
أو تقتل وحش الأسوار
قد راحت عبر نوافذها
تقتات الحيلة للوقت
التيه يؤجج مخاوفها
والموج يلاطم دفتها
يصفعها الكف علي الخد
فتعطيه الأخر رغم إرادتها
قد فقدت كل دواعي الأنُس
وقد خر المتكأ علي الأرض
أكلته الدودة منتشية
فانطلق الجن يفض حقيبتها
وفقد الضرع نضارته
وضن اللبن حليمات
فما عاد الصراخ ينجد ها
والموج جبال تتوالي
عمود علي متن قواربها
والقارب في مغمور يتأرجح
والدفة صارت تترنح
فلا تعرف يمناً من يسر
وقد كان للفلك أشرعة منصوبة
ومجداف لاتكل سواعده
لكن المرأة في عرض البحر
تصرف بالدمع مخاوفها
وتطلق أنفاس محشورة
والريح تهز ركائبها
وأضحت اليوم بلا حيلة
فهل جاء يوم قيامتها ؟
والأعور مازال بعيداً
ولم يأت المسيح ليقتله
ويأجوج ومأجوج يكدحا في السد
وطبرية نبعها يجري
وطعم ماءها عذب
والمرأة مازالت تصرخ
متى يهدأ وينام البحر ؟
وتخرج من تلك المحنة
والشمس تشرق كالعادة
ولا تبق بين المد والجذر
تحياتي الشاعر سيد يوسف مرسي