حبيبتي ...!
لا يكن اعتقادك كفراً ، لو قلت إنك جائعة لحروفي .
حين رأيتك تنسجين حلمك ، وترددين أغنيتي التي أعشق .
تقلبين أوراقي ودفاتري ، تروين ظمأك من صفحتي ،
مرة تغرفين كأسك في خمري ، ومرة تسقين وردك بماء نهري ، ومرة حين يصدع الديك في فلق الصباح ، تؤججين لوعتي ، تبذرين الشوق حواليك ، تبهرين وتدهشين كل خلة في أواصر نظرتي ..
أوشك أن أطير ...يوشك أن تنبت لي أجنحة الحمام وكالعصافير ، لأحلق فوق سماوتك ، أحوم حول خدودك الجورية كالفراشات أنعم بالرحيق ..
يا لك من امرأة ..! ، زهراء، زاهية ، زكية
شرنقة القز تفرح الحرير . وأنت تنسجين وتلفين خيوطك السندسية ،،، تغرقينني في ثوب القز ..
فكنت الفصل المراد في سنيني ،، وكنت النبيذ في سهرك
، والشعر القصير في قصدك ،،
قُبْلتي الأولي حين التقيتك ، والندى حين لمست يدي جسدك ، كل شيء مازال يجري في أوردة وجداني ،
روعتي مازالت .. دهشتي مازالت
وما زلت في صومعة الحب عابد ،
كل الديانات هاوية إلى السحيق ، فما أجمل الحب الإلهي .
ما زلت قانتا .. كل ذبل ضوء مصباحي ، أشعلته ابتسامتك ، وأفرحت في أوردتي شهد الغرام .. جعلتي للندى طعم ومذاق ، وأحرقتني كل حطب في وداي الهيام ..
دفأتني أنوثتك الشبابية من زمهرير الشتاء ، وكان الغرام عندي عصياً .. يزفني الأرج إلى سهولك المنبسطة ،،وتلهمني صورتك في الخيال ،، فأقرق في بحر الشوق
فكما أنك جائعة في حروفي .. فأنا ظامئ لك حد التوهان
بقلم : سيد يوسف مرسي