رفعت القطة رأسها وأبرقت عيناها كأنها أمرت أو ألقيا إليها أمراً ......
أمام عينيه خوى السرير والفراش منهما ......
فلا صاحبته ولا القطة .....
كاد يصعق أو كاد يجن ......
انتابه الرعب قبل أن ينتابه الخوف ..
فخرج من البيت كالمسعور لا ينظر خلفه وهو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ..
فلك يملك على لسانه إلا قول لا إله إلا الله ، وأعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم
لم ينم في تلك الليلة ويغمض له جفن وهو يرتعد من هول ما رأى
قضى الليل خارج المنزل ولا يعرف لمن يذهب ...!
وطلعت شمس النهار وسالم في خوف ورعب وشدة لا يعرف كيف يقص الأمر على الناس أو على أهلها ؟ ،
فتلك الأمور لا تجد الكثير من الناس من يصدقك وإنما ستجد الدهشة والاستغراب ، ولن ينال سالم إلا الاتهام ،
ضرب سالم يديه كفاً بكف وهو حزين مكتئب غائباً عن الدنيا ،
رجع إلى منزله وهو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويقرأ آية الكرسي وسورة الفلق وسورة الناس وقد انتابه الفزع أن يدخل حجرتها ويرى سريرهما لم تأته الجرأة ليفعل ، لقد كانت تنام على هذا الفراش زهور هي وهذه القطة الملعونة ،
مضت ليلة وجاءت أخرى وسالم يكتم سر غياب زوجته زهور لا يستطيع أن يبيح بما رآه فلن يصدقه أحداً من الناس وسيتهم بقتلها .
أوعز إليه فؤاده ما من حل لذلك الأمر إلا بالمصارحة وإفشاء ما رآه وليكن ما يكن .
ذهب سالم إلى بيت أهل زهور وهو مكدر خائف مرتعب يرتعش جسده مثل الذي أصابته لفحة من برد الشتاء ،
وقد استقبل كالعادة بحفاوة وتقدير وبشاشة من أمها كالعادة وهو واقف لا يرد وهو نكس رأسه لأسفل ،
نظرت أمها في وجه سالم فقرأت ما لم يقرأه زوجها واستغربت صمته الغير معتاد ،
مالك يا سالم .....؟
ماذا بك ...؟ هل هناك مكروه في بيتك ..؟
@@@@
أين زهور ,؟ لماذا لم تأت معك .؟
لم يتمالك سالم نفسه ورح يبكي كطفل نزع من صدر أمه عنوة ،
ووقفت أم زهور وزوجها وقد شدهما الحالة التي هو عليها فانتابهما الفزع ، تكلم يا سالم ما الذي حدث ؟ .
سالم لا يستطيع أن يتكلم ..... ! ولا يعرف كيف يبدأ...؟
.أو وكيف يسرد ما رآه .؟
كأنه لقم حجراً في فمه أو خيطت شفتاه فمنع لسانه ،
ضربت حماته على صدرها وصرخت قول يا سالم ...! ماتت زهور ماذا جرى لها .!
وبعد صمت ، جمع سالم قواه ونطق وتكلم ، والله يا حماتي زهور ماتت ولكن ....!
ولكن .! ماذا ...؟
هل ستصدقونني .؟
نعم ولكن قل .....
لقد خطفها عفريت من الجن ......!
نظر الحمى إلى زوجته أم زهور وكأنه كب عليه كوباً من ماء مثلج ،
ونهض الحاج محمد من جلسته وأمسك بتلابيب سالم وراح يهزه بقوة وعنف وهو يصرخ ويقول :
قتلتها وجئت تكذب علينا ..قتلتها وجئت تكذب علينا يا مجرم ،
أقسم بالله العظيم يا عمي ما قتلتها ولم أمسها بسوء ،
من فضلك يا عمي اسمعني ، والله لم أقتلها وعزة الله وجلاله ما تعرضت لزهور بسوء ،
كثرت الأيمان والحلف من سالم يبرر بها ذاته من قتل زهور مما دفع الرجل لأن يهدأ بعض الشيء ليسمع
وراء سالم فهو لم يصدقه.....
كأنه اضطر ليسع من سالم باقي روايته التي زلزلت العقول وفجرت الحزن في القلوب ،
سالم : أقسمت عليك يا عمي أن تهدأ وتسعي ،
الحمى :تكلم أيها الفاجر القاتل
شكراً لك يا عمي وسأقص عليكما قصتي ،
.....ع..........دت ي.....ا ي.......ا ع........ممممممي
من سه.............رتي
وفتحت الباب ودخلت فإذا بزهور يقف على صدرها قط أتيت به إليها ليؤنسها
فما أن رأيت القط يلاعبها وتلاعبه بطريقة أدخلت في قلبي الشك بالرغم إنني أعلم أنه حيوان وقد جئت به
أنا إلى البيت ودخلت في قلبي الغيرة فقلت كلمة أمازحها بها وأنا لا اشك لحظة بأنه قط صغير أو حيوان مستأنس
فقلت خذها يا قط .........
فما ودت لهما من أثر أمامي وكان الأرض انشقت وابتلعتهما سوياً
فخرجت من البارحة أو من لحظتها هائم على وجهي ولا أعرف كيف أحكي ما حدث معي للناس ولكم
وأعرف إنني لن أصدق ...مهما حلفت لكم بأغلظ الإيمان ،
صعق الحاج محمد وهو يسمع لسالم وراح يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولسان حاله اللهم أحفظنا من الشيطان ونفخه ونفسه وأعوانه المردة أما حمى سالم فجاءتها حالة من الهستريا وانتابها الرعب ولسان حالها ( لا تضرونا ولا نضركم .....!