الفرعون السّومّري
الفصل السادس
لا تعرف سيبار سر عدم مجيء نارم للمعبد هي عادة تتنظره مثل كل مرة , وحين يتأخر تتثاقل بمشيها لحين وصوله . هذه المرة تغير الحال أول يوم أنتظرته حتى وصلت للمعبد متأخرة , وفي اليوم الثاني ملّت الانتظار , وحين لم يحضر رجعت للبيت , فهي بغيابه تشعر بالوحشة .
وفي منتصف الطريق خطر على بالها , ربما يكون قد سبقها بالوصول للمعبد . لكنها قالت : من غير الممكن يذهب لوحده , ومع هذا غيّرت رأيها وذهبت للمعبد مسرعة , وحين لم تجده شعرت بالحزن . طوال الدرس فكرها مشغول به وبعد كل تفكير تقول : - حتما هناك موضوع سيء . كان علي أن أذهب له للتأكد من وضعه لم يتعود الغياب منذ سنتين .
في اليوم الثالث توقفت عند نقطة لقائهما اليومي كل شيء في المكان يذّكرها به قالت مع نفسها أكيد أن لديه ما شغله ثم زمت شفتيها غير مكترثة وبداخلها شعور بالزعل منه .
كان الأولى به أن يخبرني علِّ أساعده . وأردفت بصوت عال : عليك أن تتصرف بعقل فالعاطفة ربما تقودك للخطأ .
ضحكت مع نفسها : - هذا القول ليس لي أنه من أقوال الكاهن (ميزو) الحكيم .
رجعت للبيت مكسورة كئيبة فقد تعودته معها حتى حين تفترق منه يظل يتابعها حتى تصل للبيت , وعند الباب تلتفت محيية له بكفها الصغير ويحييها ثم يواصل سيره .
لو كانت تعرف مكانه لذهبت له , إذا مطلوب منها أن تستعين بأمها ورغم إصرارها على البوح بقلقها وخوفها عليه وجدت صعوبة في مكاشفة الأم , لكن مجيء الأب أنقذها أول ما رآها قال : - اليوم رأيت نارم وأمه , مسكينة هذه المرأة مشغولة بغياب زوجها خفت أن اعطيها مالا وتأبى قبوله , فقلت لها إني مدين لزوجك بمبلغ من المال , وهذا هو .
ردت سيبار هو منذ ثلاثة أيام لم يأتِ للمعبد ,ربما لديهم مشكلة أبتاه تمنيت أن أذهب لهم .
وسرعان ما قال الأب : - إذا كنت تودين ذلك سنذهب سوية , نعم كانت الأم قلقة وهو غير طبيعي .
لم يكن هدف سباد تحقيق رغبة أبنته بل من أجل أن يرى المرأة ثانية فقد خطفه جمالها لهذا وجد في طلب ابنته فرصة للزيارة علّها تكون بداية علاقة , فهو منذ رآها شغلت تفكره ومن يومها يفكر بطريقة للوصول إليها , إذن هذه فرصته المنشودة .
وسرعان ما خرج وابنته كل في قلبه هدف بعامل مشترك وأن اختلفت النوايا , حتى إذا وصلا للبيت لم يجدا أحدا فيه , الباب مقفل . ولما سألوا الجيران قالوا لهم : - لقد جاء نيمو منذ يومين وذهبا للمعبد للتبرك بالعودة
بقدر ما شعرت سيبار بالفرح لعودة أبي نارم اكفهر وجه الأب فقد خابت ظنونه , وفكر مع نفسه كيف يفسر للرجل موضوع المبلغ , وبعد تفكير مشوش قال سأقول له : - قلت ذلك خوفا من أن ترفض قبول المبلغ وكنت أقدر عوزها وحاجتها بغيابك من ابنتي . وفي أثناء ذلك ظهر نيمو وزوجته وأبنهم .
تصافحا الرجلان واحتضنت الأم الإبنة بعد أن قال لها نيمار هذه سيبار وقال سبار : - معذرة لم نكن نعلم بعودتك كان المفروض أن نأتي بهدية تبركا بسلامتك .
ولم يمكث الرجل طويلا بل استأذن بهدف العودة لاحقا لأخذ ابنته
لكنه سرعان ما عاد محملا بالكثير من الهدايا .
بعد خروجه قصت الزوجة تصرفه معها وموضوع المبلغ , وإذ شعر بالغيرة على زوجته اعتصره الألم أن تنظر عين رجل امرأة آخر والإله إنكي يقول في لائحة الحقوق : - من الشرف المحافظة على الجار والصديق والغائب والمسافر . - لا تضع عينك بعين امرأة غيرك . زوجة جارك أمانة عندك - إياك أن تستغل حاجة معّوز .
وعندما شعر أن زوجته ممتعضة من تصرف نيمو ونظراته المريبة وإن قلبها أوحي لها بسوء نيته ما أراد أن يزيد في قناعتها على الرغم من شعوره بالأسى وامتعاضه منه . قال لها حين سألته عن المبلغ : - نعم كانت لي بذمته وقد أنساني الألم أن أقول لك ذلك .
سر نارم كثيرا بمجيء صديقة دربه وأعتذر منها عن غيابه المفاجئ لكنه لم يستطع أن يقول لها : - لن تريني بعد .
وحين حان موعد ذهابها مع أبيها . قال لها : - ربما أغيب بعض الأيام لكننا سنلتقي قريبا حتما .