الفرّعُون السّومّري
------------------- رواية ...الفصل الثالث
قبل أن يجيب نارم أمه قال الرجل :
أنا السيد سباد , والد سيبار زميلة ابنك في المعبد هي تحدثنا عنه كثيرا فهو طالب ذكي يعيد الدرس بعد الكاهن مباشرة . كما تقول .
زمت المرأة شفتيها وسحبت إبنها من يده وسارت غير مكترثة له , صاح بها لحظة من فضلك :
أنا لا اقصد مغازلتك بل عبرت عن إعجابي بك , وليس هذا هو المهم أرجوك اسمعي بذمتي مبلغ من المال لزوجك أردت أن أعطيك إياه .تعال نارم خذه .
ورمى صرة من النقود أمام الطفل والمرأة ثم اقترب منهما :
- أرجوك أن لا يخالجك شك في تصرفي , كان زوجك من زبائني يشتري كل احتياجات المعبد مني وابنتي زميلة ابنك وأنا رهن أشارتك لحين عودة زوجك سالما .
لم تتفوه المرأة بل طلبت من الصبي أن يأخذ النقود وسارا بصمت .
قال الابن لأمه :
- أراك متحاملة عليه يا أمي , الرجل لم يقل خطأ بحقك . أنت فعلا جميلة , لهذا تسميك النسوة ( الحمّرة ) , كنت أتضايق عندما أسمع أحداهن تسميني أبن الحمرة , وعندما كبرتُ قليلا فرحت لأن لدي َّ أم جميلة .
لم تعلق الأم على كلام أبنها فقد ذهب بها التفكير قبل زواجها , كان العديد من الرجال يطمحون الزواج منها لكن قلبها يرفض الجميع وذات يوم في عيد (أنليل) موسم الزواج الربيعي , خرجت مع صبايا ونساء المدينة , وهناك رأته من بعيد , شاب طويل القامة تتدلى خصلة شعر على جبينه وشعر رأسه كث اسود يتراقص على كتفيه كان رجلا يملؤ النظر , عيناه سوداوان برموش طويله وقامة فارعة , ربما ليست وحدها من أعجبت به بل الكثير من النسوة والفتيات تغامزين مع بعضهن لكنها تابعته بنظرات طامعة .
لأول مرة شعرت أن قلبها خفق لرجل وراح يحدثها عنه بل عن الحب والزواج ربما وجدت أجوبة لتساؤلاتها عن زوج المستقبل, رجل يليق بها رجولة وجمالا .
ومع إنها كانت تلاحقه بنظراتها سرعان ما اختفى منها في زحمة التجّمهر , لكنها لم تأبه كثيرا , وعند عودتها للبيت وجدته لديهم ,توقفت للحظات غير مصدقة الموقف .
حيّت أباها وأمها ودلفت لغرفتها , لكن الأب صاح بها :
سيرينا هذا نيمو بن إيسن أحد أبناء عمومتنا , أنهم في مدينة (شورباك) على النهر الآخر .
تتذكر حين التقت نظراتهما ظهر على وجهيهما احمرار وحاولت أن تقول شيئا لكنها شعرت بارتباك ودخلت غرفتها ...
قطع تفكيرها الصبي :
- أماه لماذا صامتة !؟. تحسرت والتفتت لأبنها قائلة :
- كان أبوك إنسانا رائعا , كان نعم الزوج .
قال الصبي :
- ماذا حصل يا أمي ؟.
ردت بحسرة :
اشتقت لأبيك كثيرا , لا أعرف كيف صار وضعه , المهم يرعاه الإله أنليل برعايته . سأشعر بالوحشة حين تسافر أنت هذه المرة , أرجو أن لا يطول غيابك .
….. يتبع الفصل الرابع