شاعر البادية محمد بن عبد المطلب الجهني المصري (نماذج من شعره)
[ أشعـر شعـراء جهـينة على مـر التأريـخ ]
ولد سنة : 1288هـ - وتوفي سنة : 1350هـ
صورة شاعر البادية الجهني
أسمه ونسبه /
هو محمد بن عبد المطلب بن واصل بن بكر بن بخيت بن حارس بن قراع بن علي بن أبي خير الجهني؛ من عشيرة أبي الخير من جهينة مصر .
شاعر مصري عظيم؛ يلقب بـ شاعر البادية؛ ولد سنة 1288هـ في بلدة باصوانة إحدى قرى مديرية جرجا من بلاد مصر؛ وأبو الخير هو الجد السابع للشاعر؛ وتنتسب له عشيرة أبو الخير إحدى عشائر جهينة في مصر؛ ويزيد عدد أفرادها على عشرة آلاف؛ ويشاركها في الإنتماء لقبيلة جهينة عدة عشائر مصرية تناهز المئة ألفا؛ً وينزل أكثر تلك العشائر الجهنية بمديرية جرجا ومديرية جهينة وسوهاج؛ وترجع أصول تلك العشائر إلى قبيلة جهينة الحجازية؛ التي نزلت مصر عندما فتحوها الصحابة زمن الفتوحات الإسلامية لمصر؛ والبعض الآخر استوطنها بُعيد الفتح الإسلامي؛ ونزلت قبائل جهينة الصعيد الأوسط (الأشمونين) ثم إرتفعوا فنزلو الصعيد الأعلى ناحية سوهاج وإخميم؛ ثم أنف كثير منهم المقام بالصعيد فأصعدوا إلى النوبة وبلاد البجة؛ وأسسوا مملكة النوبة الجهنية التي استمرت لعدة سنوات ثم سقطت .
ترجع أصول شاعر البادية ابن عبد المطلب الجهني إلى سلالة الصحابة الجهنيين الأبطال الفاتحين لبلاد مصر؛ كان والد شاعرنا رجلاً صالحاً متفقهاً محبوباً لدى جميع عشائر قومه جهينة؛ كان شاعرنا محمد بن عبد المطلب الجهني معتزاً بدينة ونسبه أيما إعتزاز؛ وكان شديد العصبية لسلف هذه الأمة من صحابتها وقوادها وعلمائها وشعرائها؛ فلا يكاد يسمع بحديث مزرٍ عليها أو غاضً من كرامتها؛ حتى يغضب لها غضبة الليث الهصور؛ فينبرى له تزييفاً وتهجيناً؛ خطابةً أو شعراً أو كتابةً .
نشأ الشاعر ابن عبد المطلب الجهني نشأة صالحة؛ فخرج من بيت علم وأدب؛ توسم فيه والده منذ صغره النجابة وطلاقة اللسان؛ فأرسله إلى الحفاظ حتى حفظ القرآن الكريم وهو دون العاشرة من العمر؛ ثم أرسله إلى الأزهر الشريف فدرس بالأزهر أحد عشر عاما على أيدي كبار العلماء؛ كان رحمة الله صاحب أدب؛ طيب المعشر؛ راسخ الإيمان؛ صلب العقيدة؛ معتزاً بدينه؛ يعرف فضل قومه؛ وكان حجة في الآدب واللغة والبلاغة؛ محيطاً بأكثر معاني اللغة جزلها وغريبها؛ وكان شاعراً فحل قوي السبك جزل العبارة منقطع النظير في شعره؛ لا يكاد من يقراء شعره يفرق بينه وبين شعراء صدر الإسلام أهل القرن الثالث والرابع الهجري؛ كان منافساً قويا لأمير الشعراء أحمد شوقي وكان أحق منه بلقب أمير الشعراء؛ حينما نافسه على اللقب .
فمـن أشعـاره قولـه وهو يعـدد فضائل قومـه /
بَنِيَّ إِفْزِعُوا إِنَّ الْعُلا جَـدّ جِدُّهَا ....... وَبَانَتْ لَكُمُ آيَاتُهَا مِـنْ أَياتِهَا
أَقِيمُوا مَطَايَاكُمُ إلَى الْمَجْدِ وَارْفَعُوا....عَلَى نَغَمَاتِ الْعِلْمِ صَوْتَ حُداتِهَا
بَنِيَّ إِفْزِعُوا إِنَّ الْمَمَالِكَ حَوْلَكُمْ ....عَلَى الْعِلْمِ تُجْرِي بِالْهُدَى مُذْكِيَاتِهَا
شَمَائِلُ قَوْمُكُمُ إذَا الْعِلْم فِيهُمُ ....... غِرَاسًا جَنَيْنَا الْمَجْدَ مِـنْ ثَمَرَاتُهَا
طَلَعْنَا بِهَا فِـي الْمَشْرِقَيْنِ كَوَاكِباً ....... يَعُمُّ بَنِي الدُّنْيَا سَـناَ نِيَّرَانِهَا
فَنَحْنُ هُـدَاةُ الْمَغْرِبَيْنِ وَإِنْ أَبَتْ ....... عَلَيْنَا اللّيَالِي أَنّنَا مِـنْ هُدَاتِهَا
كَذَلِكَ كُنَّا وَالْوَرَى فِي دُجُنَّةٍ ...... تَضِيقُ بِطَاحُ الأَْرْضِ عَنْ ظُلُماتِهَا
فإِن تَبْغِنَا فِي مَشْرِق الأَْرْضِ تَلْقَنَا ....... بِآثَارِنَا مَعْرُوفَةً فِـي سِمَاتِهَا
وَإِنْ تَلْتَمِسْنَا فِي بَنِي الْغَرْب تَلْقَهُمْ .....عَلَى ضَوْئِنَا يَعْشَوْنَ فِي فَلوَتِهَا
فَلاَ يَحْسَبَنّ النّاسُ أَنَا تَزَلْزَلَتْ ....... بِنَا قَدَمٌ أَوْ قَصُـرَتْ خُطوْاتِهَا
فَحَسْبُ اللّيَالِي أَنّنَا فِي قِرَاعِهَا ....... قَطعْنَا إلَى مَعْرُوفِها مُنْكَراتِهَا
وَأَنَّا إذَا جَـدّ الْفَخَارِ بِمَعْشَرٍ ....... لَنَا قََصَباتُ الْسَّبقِ فِي حَلَبَاتهَا
فَلِلّهِ مِنّا وَالْعُلَا فِي قَدِيمِنَا ....... أَحَادِيثُ حَارَ الدّهْرُ فِي مُعْجِزَاتِهَا
وَاَللّهِ مَا يَزْهَا الْوَرَى مِنْ حَدِيثُنَا ....... إذَا حَدَّثَتْ عَنّا ثِقَاةٌ رُوَاتُهَا
وَلِلَّهِ مِنّا مَعْشَرٌ طَأْطَأْتْ لَهُمْ .....ذُرَى الْعِزَّ فَاسْتَعْلَوا عَلَى صَهَوَاتِهَا
يتبع بعون الله سـرد نماذج من شعر ابن عبد المطلب الجهني .
منقول من موقع أدباء الشام