هل ضاعت كرامتنا ؟
أم فقدنا المقام ؟
لا شك أن بالطريق عثرات صنعتها الرياح فتكاثر الضباب ، فلم يصبح الأخ أخاً ، ولا الصديق
صديقاً ، ولم يعد في دنيانا اليوم أمان ، ففي زماننا هذا فقد اختلط الحابل بالنابل وتساوت الأمور مع بعضها وتشابهت الألوان ، فالأبيض كالأسود ، والرديء كالجيد ، والغالي كالرخيص ، وأصبحنا في حالة مرضية تشبه حالة الجسم المصاب بالحمى ، فضاعت من بيننا القيم ، والأعراف المحمودة ، والجيرة الطيبة ، وتضائل الدين في الصدور ، وانهزمت الأخلاق أمام الثبور ، لا لشيء ...! إلا السعي خلف المادة والترف ، لقد صنعت الأحداث في النفوس وقعة أليمة وطرحت في الرأس ألف ألف سؤال ...! ، لمّ نراه من جحود وغطرسة وتعالي وقلة الدين عند من ....؟ عند من مددت له يدك طول العمر ، وكنت سنداً ومؤازراً له وعنونا ، وسداً منيعاً له وصوناً ، عند خلق قطعت من قوتك وقوت أولادك كي تطعمه وتكسوه ، واليوم يفتري علينا . يسبنا.. يعيبنا ... يجحد وينكر ما قدمنا ،، ويتطاول مسفهاً ،
حتى وصلت بهم الجرأة للقتل بدم بارد بلا استثناء ،....
أن الأحداث تجعل العقل يتوه ويفقد اتزانه حين يرى هؤلاء القوم بعد أن تغيرت حالتهم بسبب المال ، ينقلبون علينا كالجرذان الصحراوية التي خرجت من جحورها فجأة وقد أغراها المناخ المتقلب ، الذي لا يستكين ولا يثبت فظنوا فيه الدوام ، وانقلبوا متناسين ما مضى ولا يعرفون ما هو آت ، فشككوا في انتماء مصر العربي ،مدعين أنهم قبط وهم أعلى رتبة منهم ، فالمصري لقيط البشر عند بعض دول الخليج ، أو عند بعض أهل الخليج ولم أقل كل ... .....حتى لا نجمع ولا نشمل ،، وأصبح المصري الوافد لدول الخليج ليعمل ويشيد ويبني ويزرع ويحصد هو بمثابة عبد أو أمة ،، فلا يملك من نفسه شيئاً حتى كرامته وانسانيته ،، لأنه أصبح ملكاً لسيده صاحب المال والثروة فتنزع منه كرامته ولا يحق له الاعتراض ،، وليس هذا من بنات فكري ولا من خيالي أنما ذلك من واقع الأحداث المؤسفة التي يتعرض لها الشباب والعمالة المصرية الوافدة لدول الخليج أو دول النفط ، كأنها حملة مدفوعة مرتبه وأجندة مرسومة في ليلة جرداء من النجوم ولم يظهر فيها القمر ..
والحقيقة التي تغيب عن البعض أن العامل المصري أينما وقع كان عند المسؤولية ، ملتزماً بالقانون وبالعرف السائد لا يحيد ولا يعبث ولا يخالف نهج المكان وأهله يحترم ذاته ويتكلم بطبيعته النبيلة ،،،،
فيا أيها الحكام وأولي الأمر بدول الخليج وعلى رأسكم ( الكويت ) عرفوا أولادكم وشعوبكم أن مصر وشعبها أطيب الشعوب ، عرفوهم أن مصر إن أعطت تعطي دون مقابل لا تنتظر الرد ، قولوا لهم أن مصر أرض الكنانة ولم يذكر بلد في كتاب الله كما ذكرت مصر ... أعلموهم يا سادة أن مصر عربية من اللب حتى القشرة وإن كان أصلها قبطي ،، عرفوا شعوبكم يا سادة أن مصر مازالت تعطي ،،، عرفوهم وقولوا لهم أن مدنا كاملة بمصر كانت عربية صرفية مثل قفط في الجنوب والعريش في الشمال ..عرفوهم يا سادة أن مصر سكنها الأنبياء ، فسكنها ابراهيم ، ويعقوب ويوسف وإدريس وموسى وعيسى ... علموهم أن مصر مهما حدث فهي سلة الغلال في الأرض ،،، ،،، علموهم أن نبينا محمد صل الله عليه وسلم ما وصى ببلد ولا شعب فيه صوناً للأمة وحماية غير شعب مصر ... علموهم يا سادة حين قتل الحسين علي يد يزيد بن معاوية لم يجد أهل البيت ملازا أمنا ً غير عند أهل مصر ،،،
فمصر يا سادة كنانة الله في أرضه مهما صورت لكم نفوسكم الضعيفة أشياء تظنون أنها إن فعلتموها وضعتم من قدر مصر ... لا وربي
فهل يصح أن تتوالى الأحداث ويتابع المعتدون عدوانهم عن العامل المصري الوافد ليشيد لهم بيتاً أو يغرس لهم غرساً أو يصنع لهم صنيعا يسعدون به ، ثم يكون جزاءه الضرب أو الصفع أو القتل ... إنه لمؤسف أن نجد ذلك مما أحسنا إليهم وقطعنا من أقواتنا لنعطيهم ونسعدهم ..... لقد اعتاد موقع اسكاي نيوز العربي أن يخبرنا ويعلمنا ببعض الأحداث
ففي تاريخ 6 من سبتمبر 2020 ينشر الموقع الإخبار أحدث خبر اعتداء على شاب مصري وافد بدولة الكويت على تعرضه بالضرب من شابان كويتيان اعتديا عليه أمام الناس بعد أن افعلا معه مشاجره ثم أوسعوه ضرباً موثقين فعلهم بمقطع فيديو تم نشرة في أحد المواقع الإلكترونية ،،، وهذا يعني أن هذا الأمر مدبر وبفعل فاعل ...
وقد سبع تلك الحادثة حادثة قبلها وهو اعتداء كويتي على شاب مصري وافد يؤدي عمله أ/ام الناس بالصفع ثلاثة مرات أما أعين كاميرات المراقبة ورواد المكان ..
كما أنه لا يخفى على أحد الشابين المصريين من جنوب الصعيد والذي قلتهما صاحب العمل رميا بالرصاص بدم بارد لأنهما صدقا معه القول في أنهم ليس لديهم اختصاص فيما يريد ويطلب فكان عقابهما القتل ..ز
ثم يتزامن الشاب المصري الذي قتل رميا بالرصاص في الأردن وأتى جثمانه لأهله ولم يكن بعيد الزمن عن الشابين الصعيديين
والأحداث كثيرة ولا توجد طريقة لدحر العدوان عن العمالة المصرية الوافدة للدول العربية في قتنا الحاضر، فالدولة محاطة من جميع الجوانب من الجنوب ومن الشمال ومن الغرب إلى الشرق ومن الداخل بأشياء لا تخفى على أحد من شعبها .. ولكن يجب أن تكون لدينا وقفة جادة أما تلك الهجمة الشرسة أما الغطرسة الفئوية الممنهجه ضد مصر من فئات ضالة بدائية غرها الثراء وظنت أنها فوق الجميع
بقلم الكاتب :: سيد يوسف مرسي