منتدى تراتيل الحروف الذهبية
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

يرجي التكرم بالدخول إذا كنت عضواً معنا

أو التسجيل في الإنضمام إلى أسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكراً جزيلاً

مؤسس المنتدى
سيد يوسف مرسي
منتدى تراتيل الحروف الذهبية
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

يرجي التكرم بالدخول إذا كنت عضواً معنا

أو التسجيل في الإنضمام إلى أسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكراً جزيلاً

مؤسس المنتدى
سيد يوسف مرسي
منتدى تراتيل الحروف الذهبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى تراتيل الحروف الذهبية

منتدى شعرى عامى وفنون الأدب والدين
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
Admin


عضو اتحاد الكتاب والشعراء والمثقفين العرب
مصر
ذكر
تاريخ الميلاد : 31/12/1957
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 22/11/2013
عدد المساهمات : 658
مدينتك : سوهاج / مصر
العمل : في مجال الهندسه
المزاج : الشعر والأدب والتاريخ والدين واللغه العربيه
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Jb129110
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Cd8fa1o18oz8
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Ebda3


هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Empty
مُساهمةموضوع: هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟    هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Emptyالأحد يوليو 26, 2020 8:02 pm

هل ستغفرين لي إذ التقينا  ..؟
حمدي .....!       نعم :  يا أمي
أمه : انتهت الدراسة وجاءت العطلة الدراسية وعليك .....!
لحظة ساد فيها الصمت ..  انتظرت  منصتاً  لحديثها ...!
وقفة : كأنها تستجمع قواها  لتحدثني ..  أمه : ألم يحن الوقت لتسافر لتطمئن على أختك ؟  فمنذ أن تركنا أبوك وانتقل إلى جوار ربه لم ير أحد منا أختك ويطمئن عليها وأنت ابنه الوحيد وخليفته وقد تركك أبيك لترعى إخوتك وتسأل عنهم .. ألست أنت برجل البيت ؟
حمدي : وهل أنا قصرت معها أو مع غيرها من إخوتي ؟
أمه: لا .. ولكن أهملنا السؤال عنها بعد وفاة أبيك
حمدي : كما تشائين يا أمي ... سوف أسافر ..ولكن لم أذهب إليها من قبل ولا أعرف أين تقيم
أمي : لا عليك يا حمدي لا تشغل بالك  سأحضر لك العنوان ولا تنسى أنك متعلم ستعرف كيف تصل إليها ؟ وهناك ستجمع لك أختك وزوجها وتحصل على عملٍ  تستطيع من خلاله أن توفر مصاريف دراستك وتشتري لوازم مدرستك وتخفف بعض العبء عنا ...
نظر إليها وهو يرى في عينيها ما تود قوله وقبل أن ينطق ويجيب بادرته بالحديث  كأنها تود أن لا تعطيه فرصة للتراجع ...قاطعها حمدي...!(العين بصيرة واليد قصيرة يا أمي ) أعلم ذلك
ولا بأس يا أمي كما تشائين سأسافر ...
أمه : يناسبك صباح يوم الخميس ...!
حمدي  : نعم يناسبني يا أمي  
أمه : على البركة إن شاء الله
مرت اللحظات سريعة ووجد أمه  توقظه  في الصباح الباكر وقد أعدت له كوباً من اللبن لإفطاره وأناء مليء بالماء  وضعته على موقد الجاز كي يستحم ويستبدل ملابسه قبل السفر ...  أخذ  حماماً بالماء الساخن الذي أعدته أمه على عجل واستبدله ملابسه وجلس يتناول افطاره ، فإذا بأمه قد أعدت عدتها وعبأت قفة من سعف النخيل ببعض الأشياء وراحت تغطيها بقطعة من قماش نظيفة وهي تحيكها بمخيط ودبارة حتى لا تسقط منها الأشياء لو مالت أو سقطت منه ..
حمدي : ما هذا يا أمي .. ؟ أمه : بعض الأشياء لأختك  وأولادها يا حمدي حتى لا تدخل عليها فارغ اليدين بين الناس وقد يسألونها ماذا أحضر لك أخيك من الصعيد ؟ ، قد فرغ حمدي من إفطاره وسرعان ما فرغت أمه مما في يدها ونظرت إلى الخلاء كأنها تنظر ساعتها السماوية ورجعت  مسرعة وهي تقول ( القطار لا ينتظر ركابه ) وانحنت وأمسكت القفة بيديها وقالت أرفع على رأسي فقد اقترب موعد القطار ... حاول حمدي  أن يمنعها الذهاب معه لكنها أصرت لتودعه  حتى القطار ولتطمئن عليه  ... وقد غلبتها الدموع وهي تسمع صوت القطار وهو يطلق نفيره معلنا قدومه إلى الرصيف  ودخوله إلى المحطة وتهيأ المسافرون واصطفوا واستعدوا للصعود إلى القطار وهي ما زالت تحمل القفة فوق رأسها ولا تريد اعطائها له إلا بعد ركوبه ودموعها لا تتوقف وهي تدعوا له بالسلامة وتوصيه بتجنب العربات المسرعة في الشوارع والاعتناء بنفسه ...تناول حمدي  القفة من فوق رأسها  ووضعها على كتفه وهو يسير بين المقاعد ينظر إلى أمه وهي تسير بمحاذاته تلوح بيدها وهو لا يكاد يسمع صوتها وهي تدعو له  لطغيان صوت القطار وأصوات المسافرين بداخل القطار ... وراحت الأرض تجري  تحت عجلات القطار للخلف تاركاً أمه فوق الرصيف تبكي على فراقه ......
                                      ******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://19570.forumegypt.net
Admin
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
Admin


عضو اتحاد الكتاب والشعراء والمثقفين العرب
مصر
ذكر
تاريخ الميلاد : 31/12/1957
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 22/11/2013
عدد المساهمات : 658
مدينتك : سوهاج / مصر
العمل : في مجال الهندسه
المزاج : الشعر والأدب والتاريخ والدين واللغه العربيه
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Jb129110
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Cd8fa1o18oz8
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Ebda3


هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟    هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Emptyالأحد يوليو 26, 2020 8:06 pm

  الفصل الثاني
كانت الساعة تقترب من الخامسة عصراً حين توقف القطار عند محطة الوصول  بكفر الزيات ) فقد استغرقت المسافة من محطة القيام بالصعيد من سوهاج  إلى محطة الوصول عشرة ساعات كاملة ..حمل بعدها قفته على كتفه يبحث عن مخرج من المحطة وسار وسط المسافرين يلتمس لنفسه  طريقا ....دار برأسه يميناً وشمالاً  كي يخرج من المحطة وراح يقتفي أثر الركاب  ... انحنى  جانباً وسأل أحد  الجالسين من أصحاب المحلات عن وسيلة تنقله إلى عنوانه الذي يقصده والذي حمله في جيبه وعض عليه بأسنانه ..فأرشده الرجل وأشار بيده على موقف السيارات الذي لم يبعد كثيرا عن المحطة حيث وجد المركبات واقفة تنتظر دورها  ، كانت  السيارات ربع نقل قام أصحابها بتجهيزها لتصلح لركوب البشر بدلاً من نقل البضائع ...لقد وجد الأمر لم يختلف كثيراً عما تركه بالصعيد نفس السيارات هي التي تقوم على  نقل الركاب للضواحي والتوابع ،  بالسيارة لا يوجد غير مقعدين فقط يواجهان بعضهما  البعض ، صعد إلى السيارة وبين يديه قفته التي حشرتها تحت قدميه ونظر فإذا بسيدة ريفية كانت في العقد الخامس من العمر تجلس بجانبها فتاه تقترب ملامحها منها  .. فتاة بهية  مثل فلقة القمر في العقد الثاني من حين مالت برأسها تنظره وقد أسبلت أجفانها تنظره  بجمالها الأخاذ  ..لم ينتظر كثيراً واكتمل ركاب السيارة وتحرك السيارة تأخذ طريقها سل حمدي السيدة عن قيمة الأجرة فردت هي والفتاه في آنٍ واحد بقرشين صاغ يا أبني  ، وضع حمدي يده ليخرج الأجرة فوجد السيدة تسبقه  لتسدد أجرته  بدلاً منه ..فامتنع  حمدي وأبى وأقسم أن لا تدفع له شيئاً  ... لم يكن الأمر غريباً عليه  فهذه هي طباع الناس عنده  وهذا ما يحدث عندهم في صعيد مصر  حينما يحس الناس بضيف بينهم فهم يتسابقون في كرمه وأضافته والاعتناء به ... لقد أبى أن تدفع المرأة أجرته وشكرها وهو محرج منها ..كان من حسن حظه أن تلك المرأة الكريمة تعرف عنوانه الذي يقصده وهي تشاركه إياه  ..... توقفت السيارة ونزلت السيدة وبنتها وأخذت القفة من يده ووضعتها على رأسها ، حاول أن يثنيها عن ذلك فأبت بشدة وهي تقول ( ليه = لماذا ..أنا (مش زي) مثل  أمك وأنت زي ابني ) تعالى يا ابني يظهر إنك صعيدي ؟ رد حمدي : نعم ... قالت : من أين ؟ قال: من سوهاج  قالت :  أجدع ناس الصعايدة  لقد كان لسان  تلك المرأة ينقط عسل أحس أنه لم يفتقد أمه بل وجد أمه أمامه في حنيتها وطيبتها  ....سرعان ما وصلوا إلى عنوان أخته وزوجها وكانت المفاجأة أن أخته تسكن في بيت تلك المرأة الطيبة لم يصدق أذنه ولا عينيه حينما رآها تنادي على أخته بصوتها الرقيق (بنت يا ام صابر ) يا بنت ( يا ام صابر ) خالكم وصل .. خالكم وصل وأخت  لم تصدق أيضاً  وقد أتت وتعلقت به وتعلق به أولادها وطافوا حوله وهم ينادون خالي.... خالي ..كان الاستقبال حارا حميماً بينه وبين أخته وأولادها وزوجها وصاحبة المنزل السيدة الطيبة الذي عرف اسمها فيما بعد حينما أخبرته حين يناديها  ...يناديها  ب (أم شعبان ) ... الحق : لم يكن يتصور أنه سوف يقابل بهذا الود حتى من أخته لولا  مقابلته لأم شعبان  المرأة التي لم ير مثيلها بين النساء في تلك اللحظة بما أحاطته به من دفء المودة ...لقد مضت ثلاثة أشهر بالتمام والكمال مثل لحظة وصوله وصباح ابنة أم شعبان لم  تغادر عينه كانت رقيقة ندية بيضاء بحمرة خفيفة شعرها يتدلى مظفرا على كتفها وكان يحاول التقرب منها كلما لاحت له الظروف واقتربت منه والآن وقد اقتربت الإجازة الصيفية  على الانتهاء وحان وقت عودته  لدراسته وقد حقق في تلك الفترة بعضاً مما يبغي تحقيقه من كساء للمدرسة وبعض مستلزمات الدارسة من مصاريف وأعدت له أخته  ملابسه وأمتعته واستبدل القفة بحقيبة جلدية ولم يتبق إلا لحظات ويلتحق بقطار الصعيد القادم من الإسكندرية ...لقد كانت أم شعبان سيدة لا تسعها الكلمات مدحاً فقد أعدت له مفاجأة قبل أنا يغادهم عائداً إلى الصعيد  حينما جاءت وقبضت على يده  وصباح  تقبض على الأخرى لينهضاه  ويأخذانه مأخذ المقبوض عليه  ليجد نفسه  فوق مائدة ملئت من طيبات الطعام لفلاحة مثلها ..وقد راحت تنادي زوج أخته وتركته مع صباح وأولتها أمره ، كان حمدي  في غاية الخجل وقد جلست صباح بجانبه وكانت هي المرة الأولى التي يلامس جسدها جسده وتجلس هي بجانبه عن قرب لترتفع حرارة جسده ويحس بالارتباك ، لكن صباح كسرت كل الحواجز في تلك اللحظة  وهي تحاول أن تطعمه بيديها قبل أن يأتي محمود وأخته على المائدة ، لقد حضرت أخته وزوجها وأولادهما وجلسوا سويا على المائدة . وقد لا حظ أن شهيته للطعام قد انفتحت فأكل بغير عادته  بالرغم من خجله في بداية الأمر وقد ساعده على ذلك ما رآه  من صباح وقد تفاعلت وجدانه  وشعوره معها لأول مرة منذ لحظة وصوله  وإقامته عندهم بالدار  ...
                        ******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://19570.forumegypt.net
Admin
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
Admin


عضو اتحاد الكتاب والشعراء والمثقفين العرب
مصر
ذكر
تاريخ الميلاد : 31/12/1957
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 22/11/2013
عدد المساهمات : 658
مدينتك : سوهاج / مصر
العمل : في مجال الهندسه
المزاج : الشعر والأدب والتاريخ والدين واللغه العربيه
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Jb129110
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Cd8fa1o18oz8
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Ebda3


هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟    هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Emptyالأحد يوليو 26, 2020 8:07 pm

الفصل الثالث
كانوا قد  انتهوا من تناول الطعام تركهم  محمود زوج أخته وذهب إلى المقهى وبقي حمدي مع صباح وأم شعبان وبين الحين والحين تأتي أم صابر لتجلس معهما لحظة  سرعان ما تعود لبيتها فقد قضى حمدي  ليلته الأخيرة  في جو رومانسي  لم يعتده من قبل كأنه وجد ما فتح شهيته  لشيء ما كان له به علم من قبل ولا معرفة  وليس له تجربة به فكان كالمسجون الذي  أخرج من السجن على حين غرة  فصافحته  الشمس فغشيت عيناه فلم ير ما حوله  حين خرج من سجنه ...حتى ود أن لا يترك صباح في تلك الليلة وقد نال بعض من دفء الهوى والغرام وتسارعت دقات قلبه واضطربت وجدانه  والتهب الكلام بينه  وبينها واشتعلت الأحاسيس وانتصبت غريزة المراهقة  بينهما وتقابلت شفتاهما في غلفة ممن حولهما  ...
ود حينها أن لا ينته ما بينهما  وأن لا يستجيب لأي نداء سواء كان من أخته  أو زوجها أو غيرهما  وأن يعصي أوامرهما بالرغم من تكرار النداء ولم يدر وقد  جاءت أخته وأم شعبان في وقت واحد كأنهما أحسَ باشتعال النار فهبا سوياً ليطفأها قبل أن تمتد فتحرق الأخضر واليابس إذا ما تركاهما  على هذا الحال ،،،اعتلا حمدي  الكسوف والخجل بعض الشيء لكن سرعان ما تبدد الخجل فشيء ما بداخله  يعصره وقد أمسكت صباح يده وكأنها تود أن لا تفلته من يدها  هي الأخرى  وتركت يده في يدها لا يودان أن يفلت بعضهم الأخر ولولا الخجول لركعا تحت أقدامهما يطلبان  منهما أن يتركاهما لحالهما تلك الليلة ...لقد ذهب مع أخته وهو يطأطأ رأسه ينتظر منها ما لا يليق به حيث كانت ترميه بنظراتها  الحادة  مثل سكين  تذبحه ..لكنها يبدو أنها آثرت أن لا تتكلم  معه في تلك اللحظة وكتمت غيظها منه حتى باتت أنفاسها تسمع وهي خارجة من صدرها  كأنها لهيب مؤجج يكاد يحرق كل من حولها عرف حمدي أنها تكظم غيظها منه  ..أوى إلى الفراش ورح في حلم اليقظة بين الخوف والرجاء والخيال والقلب يدق وراح يتظاهر بالنوم خشية أن تراه  متيقظاً  فيسمع منها ما لا يسر وقد رأته مع صباح بوضع لا يليق  أي في حالة تلبس بينهما يقبلان بعضهما البعض   ... هذه حالة يأنف منها الجميع عندهم في الصعيد وهي نادرة الحدوث  لكن شيئاً ما جرهما ليفعلا ما فعللا  ... فراح حمدي يتقلب يمينا ويساراً والخيال يمسكه والحلم يسكنه إلى أن أخذه النوم عنوة وهو يضم الوسادة بين ذراعيه  ويعصرها بين ذراعيه كأنه في حالة صحو ويقظة ، لقد كان الحلم جميلاً ولم يقطعه إلا اشتداد  الطرق على الباب ونهض مفزعاً ناحية الباب فإذا بأم شعبان أمامه واقفة  فطأطأ رأسي وأسبل جفناه  وهو  موقن أن الأمر لم ينته  فقد جاءت أم شعبان لأجل ما رأت عيناها  بالليل بينه  وبين صباح .. ظن حمدي أنه سيطرد اللحظة وسيكون طرده هو  وأخته وأولادها سويا ....لكن أم شعبان سبقته  بصوتها الرقيق يا بنت ام صابر ... صباح الخير يا حمدي  .... صباح الخير يا حمدي ...! لقد تفاجأ  بها وظن غير ذلك بمجرد أن رآها ... أم شعبان : مستغربة بعدم سفره وهي تقول (  أيه  ولا إيه ) ليه ما (سفرتش )؟ (هو أنتو نمتو كمان ) ولا فيه حاجة ولا إيه  (لغيتو) السفر ؟ ... حينما لفظت أم شعبان وتكلمت وهي تسأل عن سفره هدأت أعصابه وقد كان يظن أنها أتت لطرده  من دارها هو  وأخته وأولادها ...              والحقيقة أخذت الجميع  سنة من النوم ورحوا جميعاً في نوم عميق حتى ارتفعت الشمس في كبد السماء وأصبحوا  في منتصف النهار ... لكن أم شعبان عرفت سبب التأخير وقالت :  (محصلش= لم يحدث شيء )  ، كل تأخيره وفيها خيرة وجاءت أم صابر وأستيقظ محمود زوج أختي على صوت أم شعبان   وهي تقول:  حمدي فاته معاد (القطر)نظر محمود في ساعته وبدون مبالاة قال : بكرة نركبه القطار إن شاء الله وأحضرت أم صابر الفطور وأفطرت حمدي ومحمود وعينه  لم تترك الباب لحظة ولم تغفل عنه وهو يتلطع ليرى صباح ..لكن صباح لم تأت فخرج بعدها يقتل النهار بعيداً يحمل أول بذور العشق معه للخلاء تؤنسه .....
                            ******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://19570.forumegypt.net
Admin
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
Admin


عضو اتحاد الكتاب والشعراء والمثقفين العرب
مصر
ذكر
تاريخ الميلاد : 31/12/1957
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 22/11/2013
عدد المساهمات : 658
مدينتك : سوهاج / مصر
العمل : في مجال الهندسه
المزاج : الشعر والأدب والتاريخ والدين واللغه العربيه
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Jb129110
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Cd8fa1o18oz8
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Ebda3


هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟    هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Emptyالأحد يوليو 26, 2020 8:07 pm

  الفصل الرابع
جلس حمدي  فوق أحد نواصي  الهويس الذي يتصدر وجه الخلاء خارج العمران بعيداً عن بيوت القرية يلعب فيه الهواء ليكون مسرحاً يشد كل أصحاب الهموم إليه يجلسون فوق نواصيه الخرسانية  لينعموا بالنسيم الناعم  الرطب ويطلقوا زفير أنفاسهم المكتظة أما حمدي  فقد ذهب ليبحث في الخلاء عن مصدر غيث  يروي به  شتلة العشق التي نمت بداخله  ... وخوفا من أن ينتابه  ويدخله  الحزن حينما يتذكر إن غداً سيكون الفراق ولا يعلم إن كان سيمهله القدر ويعطه ويمنحه  فرصة للعودة ليرى صباح مرة ثانية أم لا ...!
راح حمدي يتنقل من شجرة إلى شجرة كلما زحف ظلها وتركه  فيذهب إلى الأخرى على الجانب الآخر متخطياً عرض الهويس بطول خمسون متراً على الأقل وهو يتفرج على منظر الفتيات والنساء اللاتي أتين يحملن جراريهن من المياه التي تجري أسفل الهويس  تنحدر من شلال ، كانت السعادة تملؤهن وهم يتصايحن وينادين بعضهن البعض بأسمائهن أو ألقابهن بأصواتهن الناعمة فإذا انتهين أقلعن يمشين في طابور كأنهن طابور من الجند في عرض عسكري يهز الأحاسيس ويبهر الناظر حين تري وضعية الجراري قد وضعت فوق رؤوسهن بحرفية ومهنية دون أن تمتد أياديهن  لسندها وحمايتها من الوقوع ، لقد يخيل إليه أنهن يرقصن بأجسادهن وهن يحملن الجراري  .. منظر يخلب النظر وقد غاب هذا المنظر اليوم عن حياتنا وعيوننا وافتقدناه إلى الأبد فلم نعد نراه ولم يعد لهؤلاء النساء وجود بين نساءنا وفي زماننا هذا ، حتى سرقه الوقت  ولولا احساسه بالجوع وهروب الشمس وانحدارها نحو المغيب وشوقه ولهفه أن يرى صباح كي ينعم معها ببعض الوقت قبل أن يتركها ويعود من حيث أتى  ما تركت مكانه فوق الهويس .. واتخذ طريقه  ناحية بيت أم شعبان وقبل أن يصل وجد ابن أخته  جاء يبحث عنه  فما  أن رآه  حتى صاح به وأتى مهرولاً ..خالي .. خالي ... ماما أرسلتني أبحث عنك .. أين كنت يا خالي ؟
حمدي : كنت عند الهويس يا صابر ..
صابر : جاءك خطاب من جدتي يا خالي
حمدي : ماذا وجدتم فيه ؟ وماذا تقول فيه جدتك ؟
صابر : لا أعرف يا خالي ...!
لم يك قد وصل الباب حتى وجد  محمود وأخته في انتظاره وهما في لهفة وحيرة ، وقد بادره محمود قبل أن يصل إليه أين كنت شيخ العرب ؟ شغلتننا عليك كأن الأجدر بك أن تقول لنا أين ستذهب حتى لا ننشغل عليك ، قالها محمود وعلى وجهه علامة الغضب منه فتبس حمدي  ووارى ما بداخله  وهو يخشى أن تكون أخته  أو أم شعبان قد أفشيا ما كان بينه وبين صباح ليلة أمس ،  دخل حمدي  ليجد صباح أمامه وقد تهلل وجهها وأشرق بابتسامتها كقمر في ليلة اكتماله وأم شعبان تقف بجانبها ولم يقل تهليلها ولم يفتر عن تهليل  وجه صباح ... كان ذلك كإشارة وبشارة له وتصريح أن أجلس على المصطبة دون أن تدخل في شقة  محمود   ..نظر محمود إلى وجهه ووجه أخته  وكأنه يسـتأذنها  ليقرأ عليه  ما ورد في الخطاب الوارد من أمه أو يبلغه بما جاء فيه  هكذا كانت احاسيس حمدي  وقد حدث ما توقعه فقد تقدم محمود وجلس بجانبه  وأعطاه  الخطاب الوارد من أمه  وقد سبقه محمود في فضه وعرف ما فيه ..فتح حمدي الخطاب ورح يقرأ محتواه وكأنه يقف بين يدي أمه وهي تكلمه ...حمدي : ابني  كم اشتقت لك يا  بني من ساعة سفرك لم تصلني إلا رسالة واحدة منك ولا أعرف ظروفك ولا ظروف أختك (متوشحاك قوي قوي ) ومشتاقه  لك يا ولدي والبيت من غيرك (مالهش عازه ) أنا كان بدي تحضر لأجل المدرسة  لكن عمك جاءني وعرض علىّ موضوع :  سوف يقدم لك على طلب وظيفة في التربية والتعليم لتعمل  مدرساً في المدرسة أو سكرتيراً فيها (عشان أحنا مش قد التعليم الجامعي= لا نستطيع وليست لدينا المقدرة )  خليك ال كام شهر دول وعمك سوف يقوم باللازم لحين أبعث لك ... وحين تصلك رسالتي  تعالى،، وسلامي لأختك وأولادها وزوجها وأياك تقطع الجوبات = الخطابات عشان أطمئن عليك وعلى أختك ولو كنت تعبان أركب وتعالى والسلام ختام
من طرف أمك .... والسلام
                          *******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://19570.forumegypt.net
Admin
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
Admin


عضو اتحاد الكتاب والشعراء والمثقفين العرب
مصر
ذكر
تاريخ الميلاد : 31/12/1957
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 22/11/2013
عدد المساهمات : 658
مدينتك : سوهاج / مصر
العمل : في مجال الهندسه
المزاج : الشعر والأدب والتاريخ والدين واللغه العربيه
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Jb129110
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Cd8fa1o18oz8
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Ebda3


هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟    هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Emptyالأحد يوليو 26, 2020 8:08 pm

                   الفصل الخامس
لم ينه محمود كلامه مع حمدي  بعدما  قرأ رسالة أمه  والظاهر أنه اتخذ هو وأخته قراراً ودبروا أمراً واتخذوا شيئاً لا يدركه  ، لقد استرسل محمود وهو ينظر إليه  وراح يملي رأيه الذي اتخذه وقرره في غياب  حمدي...؟  نعم : يا أبو صابر
محمود : أنت سوف تبقى معنا هنا وهذا هو طلب أمك لحين ما يأتيك طلب التعين كما وعد عمك ،، نظر إليه حمدي  ولم ينبس بكلمة واحدة ولأول مرة يجد نفسه لا يملك قراراً وحتى في تلك اللحظة لم يجد دافعا ً للمعارضة بل كان مستسلماً  لمَ يقال ومسلماً به  بدون مقاومة وراح محمود يكمل ما وضعه من خطة له ليعيش المدة أو الفترة التي سوف يعيشها بينهم ،، محمود : توجد حجرة متبقية عند أم شعبان ستكون هذه الجحرة  خاصة بك على أن  تعيش فيها لوحدك  بعيدا وتتكفل أنت بإجارها كل شهر وستدفع لها جنيهاً واحد  ...   وتدخلت أخته  قائلة : وأنا سوف اتكفل بكل مطالبك ،  سأطبخ لك وأغسل لك ملابسك في تلك المدة حتى ترجع لأمك بالسلامة والحمد الله أنت الآن لديك عمل مع نسيبك وأولاد عمك يعني لن تحتاج  حاجة ... لقد كان حمدي  مسيرا فيما يُعدُ له  وليست له خيرة من أمره في تلك اللحظة  وما عليه إلا الانصياع والموافقة .....ولمَ لا ...!وقد شاء القدر أن لا يفارق صباح وسيكون بجانبها  بعيداً عن عيون أخته وأولا دها وزوجها .. لم يفكر حمدي  في أمر رجوعه يل وجد قبولا للأمر وسر بداخله فلن يبعد عن صباح  وسيكون بجوارها على الدوام ولن تفارقه  أو يفارقها ... سرعان ما تقدمت أم شعبان وهي تأخذ بيده وهي تقول وها هي حجرتك وفيها سريرها ولا تسأل أم صابر عن أي حاجة نادي علىّ أنا أو صباح وستجد كل حاجتك مقضية ...انتقل حمدي  إلى حجرته ومعه ملابسي  وجلس بها سرعان ما أخذه  النوم والباب مفتوحاً ولم يصحى إلا على صوت صباح :حمدي ...حمدي... حبيبي:  قوم للأكل  . حمدي : كم الساعة ؟ .. صباح : (فوء= انتبه  واصحى) يا حمدي ( العشا= الأكل )  نصب حمي عوده وراح يترنح  ناحية حنفية الماء خارج الحجرة يغسل يديه ووجهه  وصباح خلفه  وراحت تسبقه  لتفتح له  حنفية الماء والفوطة على كتفها وأم شعبان تنادي عليها ... صباح ...!  أكليه = أطعميه يا بنت صباح ،،،،الجدع من الصبح ما ذاق الطعام ....
سارت الايام حلوة مع حمدي فلم يحس بها حتى  تعود وتأقلم على العيش وحيداً بحجرته مع أم شعبان وبنتها حتى ظن البعض أنه وأحداً من أفراد الأسرة ،فكان يذهب للعمل في المعمار والبناء مع أولاد عمومته القادمين من الصعيد وجه النهار وفي المساء يجلس بجانب أم شعبان يبيع الفاكهة وكيزان الذرة المشوية أو البطاطا التي تعدها أم شعبان  لبيعها  وقد طالت الأيام وجرت ومر أكثر من ثلاثة شهور ولم يأته  خطاب أو بيان من عمه ألذي وعده بالوظيفة وجعله  يتوقف عن الدراسة ...وأبرق حمدي  لأمه رسالة يستعجلها فيها ويطمئن عليها ويستخبر منها  عن الوظيفة فقد كان لدية أحساس أن توقفه عن الدراسة جاء بقصد  ونما بداخله الخجل والشك وهو  يجلس بجوار أم شعبان يبيع الذرة والبطاطا وقد فارقته أخته وأولادها وتركته عند أم شعبان وانتقلت لمسكن جديد بعيداً عنه وبات  غيابها  يطول عنه وعدم مراعاتها له  وأصبحت أم شعبان وبنتها هما المسؤولان عنه وعن تلبية احتياجاته  .... ولعبت صباح دواً هاماً في عدم نفوره  فكانت كل شيء له  حتى تعلق بها وتعلقت به و باتا يذهبان إلى الكَفْرِ سوياً بدلاً من أمها ليشتريا احتياجاتهما  من لوازم البيت أو الفاكهة التي تقوم أم شعبان ببيعها أم  أمام الدار ......راحت الأمور تسير بحمدي إلى اتجاه  آخر وتأخذ منحنى بعيدا عما كان يتصور ولم يعد له عدته فقد فاتحته أم شعبان وهو يجلس معها على الارتباط بصباح والزواج بها .. كان ذلك بمثابة حلم بالنسبة  له  لكن كما يقول المثل ( اليد قصيرة والعين بصيرة ) فما كأن منه إلا أن أرجئ الأمر حتى تتضح له طريق يسلكه وتعلل لأم شعبان بأنه سوف يراسل أمه وعمه بالصعيد بشأن الموضوع مؤكداً أن  أمه لن تعارض في زواجه  لأنه وحيدها وسوف تفرح بذلك ..مرت الأيام وحمدي  لم يرسل لأمه  ولا لعمه  لأنه  لا يستطيع أن يخبرهما بشيء مثل هذا ..فمقومات الزواج مفقودة بالنسبة له فلا مال ولا سكن ولا توجد وظيفة  فكيف يفاتح أمه أو عمه في أمر كهذا ؟.....ولا حتى أخته  وزوجها اللذان يسكنان بجواره  وعلى مقربة منه  ... صارت الأمور تتعقد أمام حمدي والأيام تمر به وهو  قلق فقد وعد أم شعبان وخشى في داخله أن تكون أم شعبان قد أفشت هذا الأمر لأخته وزوجها  ويصبح أضحوكة بين أبناء عمومته الذين يعملون معه  فقد كان الوحيد بين الكثير من أبناء عمومته الذين يعملون معه  الحاصل على الشهادة الثانوية وسوادهم كان أمياً لم ينل قسطاً من التعليم ......ولقد وقفت الظروف وامتزج  الهوى والعشق بقلبه ورمت به الظروف  وجعلته  في حيرة من أمره فلا يستطيع أن يتخذ قراراً وقد قيده الحب وأمسك قدميه بقيود حتى أحس أنه  لا يستطيع مفارقة صباح ولو قدر له فارقها فأنه سيموت وازداد تعلقا بها حتى باتا يتحين الفرصة بعيداً عن عيون أمها ليعانقها ويقبلها  ،لقد كأنت صباح مثل  قطعة  الزبد البلدي كلما لمستها يده  ساحت أو كقطعة من جمر ملتهبة  فكلما اقترب منها ولمسها أحرقته  بلهيبها ...ولقد كان بينهما  خطاً  أحمرا لا  يتجاوزاه  ولا يقتربا منه فكلما هما  إلى بعضهما البعض أكثر  ردهما ما بداخلهما من خوف فلا يزيدا عن القبلة والعناق وكان ذلك من فضل الله عليهما...وفي غداة  يوم جمعة جلست بجانبه أم شعبان كعادتها  وراحت تتكلم بطريقتها المعهودة والبشاشة  تعلو وجهها  والرقة لا تفارق لسانها ، رأى في عينيها شيء تود قوله له  واسترسلت في الكلام حتى وقفت تسأله عن رد فعل أمه في أمر صباح ، لقد كأن ذلك مفاجأة بالنسبة له ولم يتصور الأمر أن يكون بهذه السرعة   بالرغم أنه كان ينتظر ذلك منها  ...نظر حمدي لأم شعبان و قال :ما زلت منتظر ردا منها وهو ينظر إليها  ... فلم ترد أمي حتى الآن ولم ترسل أي خطابات حتى لأختي  ...سكتت أم شعبان  ومرة لحظة صمت كأنها تستجمع أو ترتب لشيء ما ..! أو كلام سوف تقوله له ،،،، سأزوجك  صباح ما دمت  تحبها وما دامت هي تحبك وسوف نخبر أمك فيما بعد وأم صابر فيها البركة فلن تمانع إذا عرفت إنك سترتبط بصباح  ...فما رأيك  ؟....قال حمدي وهو يغرس عينه بالأرض : لكن لا يوجد معي تكاليف الزواج  ولا يوجد عندي سكن يا أم شعبان  قالت : لا تشغل بالك يا حمدي... حمدي : كيف  يا أم شعبان ؟ أم شعبان  : ستسكن أنت وصباح عندي  في الدار وأنت  تعلم ليس معي  غيرها وقد توفى شعبان ومات وهو صبي ومات أبيها  قبله وأنت بمثابة ابني ،أليس أنت مثل شعبان ؟.. حمدي : يا أم شعبان أقسم بالله العظيم أنك مثل أمي بالضبط  ولك معزة خاصة من حين أن قابلتك لحظة حضوري من الصعيد ...أعرف أنك لا تستطيعي أن تستغني عن صباح ولا عني كذلك ....قالت : لأجل هذا ستعيشون معي بالدار ،، حمدي  : لكن أمي ستغضب مني وعمي كذلك وأم صابر وزوجها وأولاد عمومتي ....أم شعبان : قالت : سأذهب أنا لأم صابر ومحمود وسأعمل اللازم ...المهم ما دمت تريد صباح  فصباح هي تريدك وتحبك وأنا لا أجد رجل مثلك لصباح وسَتكفل  بكل المصاريف ... لقد وقع  كلامها  على قلب حمدي  مثل الثلج   ما دام سيقترن بصباح وتصبح زوجة له دون تكاليف . لكن الذي ينغص عليه  فكره ويزيد مخاوفه عدم موافقة الأهل وهو لا يستطيع أن  يفعل شيئاً بعيداً عنهم وبدون رضاهم وعلمهم ...... لكن شيطان الحب والغرام سيطر عليه وراح يملي عليه وقد ملك  داخله  ورأسه ...  وراح الحب والعشق يدفعانه نحو القبول التام والسير في تنفيذ الأمر فقد تملكته اللهفة وصار لا يرى شيئاً في الوجود غير تحقيق مأربه والاقتران بصباح  ....استطاع حمدي  أن يجذب أبراهيم أحد أبناء عمومته من الدرجة الثالثة نحوه وكان شاباً لدية خبرة في مثل هذا الأمر فقد تعدى الخامسة والعشرين من عمره ويسكن بزوجته بتلك القرية ....فبعد أن قص حمدي عليه قصته  وجده مؤيداً له وراغباً في القيام  واتمام الأمر حيث سبق لإبراهيم الزواج من احدى فتيات تلك القرية وقد عارضه أهله أثناء زواجه  ..لكنه الآن يعيش سعيداً مع زوجته  وقد رزق منها بطفل ملأ الدنيا عليه سعادة .. وقد أعلمه أن  ذلك بالنسبة له فرصة للزواج طالما سيعفى من مصاريف الزواج  التي تعجز الشباب عندنا في الصعيد .. وراح إبراهيم ينصحه ويثني على الفكرة ويذكر ويثني على أم شعبان بالخير وتطرق إلى صباح في كلامه وراح يفند له جمالها ويذكر له محاسنها واصلاً بالنصيحة عن  عدم ارضاء الأهل في موضوع  كهذا فهذت شيء مستحيل في ظروف مثل ظروفه  وتكفل إبراهيم وحمل على عاتقه أن سيتكفل بإحضار بعض من يثق فيهم لحضور عقد القرآن والزفاف ... لكن نتيجة خوفه  من انتشار الخبر قبل التفعيل وخوفه  من العواقب الوخيمة التي قد تحدث بين  حمدي وبعض الأهل ممن يسكنون ويعملون معه آثر السرية والكتمان  مع إبراهيم وشدد على ذلك بقوة .. ولقد كان من حسن حظ حمدي انتقال محمود زوج أخته  لعملية أخرى بالإسكندرية وأصبح لا يأتي إلا كل أسبوع إلى كفر الزيات ... كان ذلك بمثابة دافع  راح على أثره بعدها وصارح أم شعبان على كل ما يملك من نقود في يده  وأوعز لها بما تم بينه وبين ابراهيم واتفقنا  سويا ً وحددا يوماً لعقد القرآن على أن يكون الزفاف  بعد القرآن  بيومين أو ثلاثة أيام على أبعد تقدير  وأن يتم ذلك بعيدا القرية حيث الكفر وبسرية تامة حتى يضع الجميع في الأمر الواقع  .... وصارت الأمور كما خطط لها حسب  ما تم الاتفاق عليه والتخطيط  له  فما بين الأثنين والخميس  يومان  وجاءت  ليلة الخميس وقد أعدت أم شعبان وإبراهيم العدة لكل شيء وجاء إبراهيم ومعه صباح وبعض من وثق بهم ونزلت صباح وأمها  من السيارة يتبعهم  وابراهيم خلفهما ومن معه حتى باب الحجرة وسلمها لحمدي وهو يربت على كتفه ويبارك له وتقدم كل من جاء مع إبراهيم ليسلموا ويباركوا كما فعل إبراهيم وها قد  أصبح حمدي  وصباح في حجرة وأحدة تضمهما سوياً وهو ينظر إليها وهي تنظر له وفي عيونهما  بريق الانتصار مثل بريق الانتصار على كل ما كان يعوقهما ويقف أمام تحقيق رغباتهما ... والفضل يرجع لأم شعبان وابراهيم  وبعض من أتوا يشاركونهما  فراحتهما ا... لقد مضت سبعة أيام  مرت مثل لمحة البصر   لم يريا  حمدي وصباح الشمس حتى ودا  أن لا يخرجا لهذا العالم مرة أخرى ،، لكن كان على حمدي أن يعود إلى عمله ومعه صباح حتى لا يكشف أمرهما  ورجعا إلى البيت  ... واستقبلتهما أم شعبان وهي تكاد تطير من الفرح  ، لقد رأى حمدي في عينيها  مراداً أن لا تخرجه  للعمل  في المعمار مرة ثانية وتتكفل هي  بطلبات العيش ، كانت تود أم شعبان أن لا تراهما الشمس ...لكن حمدي أبى ذلك بشدة وعليه أن يعود لعمله فلأمر بالنسبة له ولغيرة أصبح  حقيقة وأمر واقع للجميع  .. كأن لعودته للعمل فرصة بعد انقطاع  وما أن ظهر حتى وجد العيون تتلقفه  والأسئلة تحوطه  من كل جانب وخاصة من المعلمين الكبار ..أين كنت يا حمدي ؟ وما سبب غيابك ؟.. كان حمدي قد أعد الجواب والرد لكل من يسأل  ...حمدي : كنت أزور خالي بالإسكندرية وهو مريض ،،، ومن الناس من يتقبل الرد ويقول ألف سلامة لخالك ومنهم من لديه علم فيتبسم  أو يضحك  ... لكن حمدي تجلد بالصبر أمام كل من يقابله ويسأله ، كان إحساسه يخبره أن الناس أصبحوا من حوله  لا يصدقون ما يقوله لهم وأنهم أصبحوا على علم بما جرى ،، وبدأ يخرج اليقين من عين الشك حقيقة حتى سمع بعض الفتيات اللاتي يعملن معه  يلمحن بجسارة  ويتغامزن ويتلمزن ويذكرن صباح وهن فيما بينهن فراح يتجاهلهن ويبتسم لهن ولغيرهن ويتجاهل كل النظرات التي يقذف بها من الناس من حوله  ... فذهبت بعد انتهاء العمل وعودته  لزيارة أم صابر أخته وما أن دخل عليها ونظر في وجهها  حتى رأى وجها آخر غير الوجه الذي اعتاده فقد  استقبلته بوجه عابس فدب الخوف في داخله فتظاهر  وراح يتلاشى نظراتها الحادة نحوه كأنها تود أن تقول له شيئا ...لكن حمدي فطن لأخته وأراد الهروب قبل تفاتحه فأقر الهروب بدعوى مقابلة وأحد على المقهى .. لقد كان وجهها معكر  كاظمة ما بداخلها  فلم تبد شيئاً أمامه ...فما كان من حمدي إلا أنه نجا وهرب من أمامها ... وهو يسأل نفسه هل سمعت أم صابر بزواجه وهل ذهبت إليها أم شعبان فرفضت أم صابر زواجه من صباح ؟ أم أن هناك أحد اً قام بإخبارها ؟ أسئلة كثيرة دارت برأس حمدي لكن لا إجابة لها في ذلك الوقت ...... ؟ .. ذهب حمدي بعيدا مع نفسه قبل يرجع إلى صباح وهو يعلم أنها تنتظره وهو متلهف أيضاً عليها لكن مقابلة أم صابر له جعلته يفكر في الأمر ..أحسن حينها أن هناك خطأ وقع منه  ولا يمكن اصلاحه في تلك اللحظة  وطاف الخيال به وهو يرى الغضب على وجه ومقابلتها له وعدم حضور الأولاد كالعادة لملاقاته ...دب في قلبه الندم وتسرعه وغباوته في أمور كهذه ،، لقد أحس  بنظرات الانكار في عيون البعض ورأى ذلك في عيون أخته وفي عيون من يقابلهم  ويعرفونه كأنه ارتكبت جريمة مخلة بالشرف في عرف الناس  .. وجاء يوم الخميس  وعاد محمود زوج أخته إلى بيته من الإسكندرية  وكان حمدي يود أن يعاود الذهاب إليه إذا حل المساء وعرف أنه  استراح من السفر لكن على حين غرة وقبل سقوط الشمس في مغربها إذا به يجد محمود والريس أحمد وبعضاً من الشباب قد جاءوا إلى بيت أم شعبان بعضاً منهم يحملون العصي في أيديهم و ارتفعت أصواتهم وعلا الغضب وجهوهم وراحوا يزدرون ويتطاولون على أم شعبان بالسباب وهي التي  وقفت تستقبلهم ببشاشتها المعهودة .. وإذا بمحمود يمسك بحمدي أمام أم شعبان وراح يصفعه على وجهه ويسبه بأفظع السباب ولسانه لم يتوقف عن تحقيره  وقد التف الجميع حول حمدي وهو يحاول أن يدافع عن نفسه  بينهم لكنهم لا أحداً يسمع ولا أحداً يستجيب حاول أن يتكلم أو يهدئ من غضبهم  لكن جدوى ...! حتى  وجد أن الريس أحمد قد شارك محمود فيما يفعل وقد أصبح حمدي  بين فكي الرحى وراحت أم شعبان تصرخ وصباح تبكي وترتعب من الخوف وتكهرب الجو وارتفعت ألسنة النار وعلت الأصوات وتجمهر الناس بين مؤيد ومعارض فما كان من حمدي  إلا أن أمسك بجردل كان ممتلأ بالماء وضرب به وجوه القوم فصنع لنفسه ثغرة حتى ينفذ منها ويخرج من رحى المعركة التي اشتعلت بين أهل القرية وأهله وانتحى جانباَ وهو مسرعاً وإذا بصباح تصرخ حاول أن يجذبها ويمسك يدها لنهرب معه  لكنها لم تستجيب من  ورفضت وتشبثت بظهر أمها من الخوف ، كانت المعركة ساخنة شديدة وأصيب بعضاً  من الطرفين وأيقن  حمدي أن الأمر بالنسبة له لم ينته عند هذا الحد فاتخذ طريقه يعدو هارباً  في أتجاه السكة الحديد تاركاً خلفه كل شيء ..و لقد كان للظلام  فائدة حين  خيم على الوجود  فلجأ لطريق مغاير عن المعتاد يجري فيه  دون خوف بين أعواد الذرة حتى وضع قدمه على الرصيف فإذا بقطار يأتي في تلك اللحظة قادما من القاهرة متجها إلى الإسكندرية  يقف على الرصيف بجواره لإنقاذه و يلقي بنفسه فيه وينجو قبل اللحاق به  ...
                                         *******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://19570.forumegypt.net
Admin
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
Admin


عضو اتحاد الكتاب والشعراء والمثقفين العرب
مصر
ذكر
تاريخ الميلاد : 31/12/1957
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 22/11/2013
عدد المساهمات : 658
مدينتك : سوهاج / مصر
العمل : في مجال الهندسه
المزاج : الشعر والأدب والتاريخ والدين واللغه العربيه
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Jb129110
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Cd8fa1o18oz8
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Ebda3


هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟    هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟  Emptyالأحد يوليو 26, 2020 8:09 pm

                     الفصل السادس
حين وصل بيت عمه ب الإسكندرية كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وليس له من سبيل غير الأهل ، كان آثار الضرب تظهر على وجهه وملابسه متسخة وليس في جيبه من نقود تؤهله  للعيش حتى يجد عملاً يقتات منه في ذلك الوقت فلجأ إلى  بيت عمه بمنطقة اسبورتنج حتى يواري نفسه ويغسل جسده،،، ومن حسن حظه أن وجد زوجة عمه  متيقظة ولم تنم بعد حين طرق جرس الباب وما أن فتحوا له ونظروا وجهه حتى هالهم منظره وحالته وراحت زوجة عمه  وأبناءها يسألونه  كي يقر بالذي فعل به ذلك فلم يستطع أن يصدق معهم وعليه أن يكذب حتى تتاح له الفرصة ويخرج  فكذب عليهم واخترع  قصة من خياله حتى يصدقوها منه بأنه قد  تعرض للسطو من مجموعة من أصحاب السوابق وقد نالوا منه وأخذوا نقوده  ولولا ستر الله ما نجى منهم ،، كن يحكي  لهم ويتمنى أن تكون قصته  موضع صدق بالنسبة لهم بالرغم أنه كان  يرى في عيونهم أسئلة كثيرة وعدم التصديق بما يقول ..لكن زوجة عمه أنقذته  من الورطة حينما نادت على هالة ابنه عمة أن تجهز له الحمام وتحضر له بيجامة من ملابس أخوتها الصبيان  كي يستبدل ملابسه ويستحم .. ما أن خرج حتى جاءه الطعام وكان في شدة الجوع ولكن مع الحزن والغيظ الذي في داخله سدت نفسه عن الطعام  فلم يأكل كعادته  واكتفى أن يسد رمقه بقليل منه .. واسـتأذن زوجة عمه وأولادها وذهب إلى الفراش الذي أعدوه له ..وبالرغم من تعبه والعناء الذي لقيه لم تغمض عيناه ولم يأته نوم وظل يتقلب على السرير حتى ارتفعت الشمس وغلبه النوم  قاهر اللذات الصغير وراح رغماً عن ارادته  في النوم وما أن أخذه النوم حتى أمسكت به  الكوابيس والهلواس وهو يصرخ وينادي صباح ...صباح .... عيب يا محمود ... محمود ...! حتى فزع البيت كله منه وهو يصارع أثناء النوم كأنه  في معركة ووجد أبناء عمه جميعاً فوق رأسه  ليوقظوه  من نومه  أما زوجة عمه قالت : يبقى صحيح الذي قلته لنا يا حمدي هم ضربوك  أولاد الكلب وأثروا عليك يا ابني الحمد لله ربنا نجاك  ..أمسكت يده لتنهضه  وغسل وجهه وأحضرت أخرى  له كوباً من الماء ليشرب لكنها لاحظت ارتفاع حرارته فأرسلت ابن عمه يحضر له علاجا ً ..
لكن حمدي لم يسلم بعدها فقد أصابته الحمى فلن ينفع علاج كهذا في حالته  أو يفيد في حالته التي بدأت تتدهور وكان القرار أن يذهبوا به إلى الطبيب ثم يعود إلى الصعيد بعدها  ..وساءت حالته إلى الأسوأ وطالت مدة رقوده وحرارته تنخفض وترتفع من حين لأخر وانتابه الصداع وانقلب بيت عمي رأساً على عقب بسببه ..
كان على زوجة عمه وأولادها أن يعودوا به إلى الصعيد خوفاً من حدوث شيئاً له وهم يعلمون أنه وحيد أبويه  وبالفعل اتخذوا القرار وركب زايد ابن عمه معه القطار إلى الصعيد لا يعرف من أمره إلا ما قصه عليهم لحظة دخوله .. وامتدت فترة المرض مع حمدي وكادت الحمى أن تفتك به ...وريداً  رويدا بدأ حمدي يعود إلى سابق عهده وتعود إليه صحته ويستردها بعد مشوار طويل بين الأطباء ومشفى الحميات  ... وعرفت أم حمدي ما كان معه وسبب له ذلك وثارت غضباً على محمود وما فعله مع حمدي وتدخل عمه وكادت أخت حمدي تطلق جراء ما اتخذه محمود تجاه حمدي بالرغم زواجه وعدم موافقة أو معرفة البعض به ..وبدأت الأمور تهدأ بعد أن انقى العام وفاتته الوظيفة وانقطع عن الدراسة ...حينها سعى حمدي للعمل بإحدى شركات التعدين وكان من حسن حظه قبوله فعمل بها بوظيفة فني معمل ..لكن شوقه ورغبته في الدراسة والتحصيل جعلته يلتحق بكلية الحقوق منتسباً ..وتمر الأيام سريعة كالبرق وقد تحسنت أحواله ويمضي حمدي عشرة سنين بعيدا عن صباح ولم تصله أخبارها بعد أن تركت أخته وزوجها المكان بعد فرار حمدي بثلاثة سنوات فلا أحد يعلم شيئا عنها ..
لقد كانت صباح بمثابة حلم أطل على حمدي وأختفى بكابوس مزعج لكن قلبه العاشق جعلها
في قلبه لم ينساها وعقد العزم على أن يذهب ويعود بها إلى بلده ... سافر بعد أن دبر أمره وأخذ أجازه بدون مرتب وراح للمكان وهو يمني نفسه بلقائها والعودة بها .... لكن أين هي ؟ لقد قتل حمدي الدنيا عليها فلم يجد لها أثرا واليوم ما زال يجلس ويذكرها ....
وما لديه إلا قولاً واحداً وأمنية واحد يمني نفسه بها ويقولها .....
(هل ستغفرين لي إذ التقينا  ..؟)
  بقلم : سيد يوسف مرسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://19570.forumegypt.net
 
هل ستغفرين لي إذ التقينا ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى تراتيل الحروف الذهبية  :: الثقافات والمواضيع العامة :: القصة ، القصة القصيرة ، الروايات-
انتقل الى: