هذيان اللحظة
حين أطالع مفردات حقبيتي . أنظر
دهشاً ... من القلم
أقلب ما علق بذهني . ولا يود أن ينزوي
أقلب في حقائب ومفردات أحجيتي
تحضرنا الابتسامة . نبتسم ...!
فمن الأمور ما يضحك
ومن الأشجان ما يبكي
ثورة بالأبدان تنتاب المفاصل
فليس كل الافعل أثم
ولكن لكل شيء أسم
قد تكون العزيمة لدنة ...!
أو كالمرأة الخضرة
نفقد القدرة على الحواس
فيصبح المرء في مهزلة
أين الجوارح الساكنة ؟
أين الجوارح الحاضرة ؟
أعتقد أن الظنون تغدرها
تضطرب السلوك
ويخذلنا الفهم
تلك فاعلية المأثور
فينازاعنا الهدوء
يجرعني الوقت قدحا
في زنزانة الصمت المعتوه
تلك غابة الجب ..
وسيطرة الجهل
وتأجج الصدر
وغدر الحروف
تضج الشوار في الرأس
وإشارة الصمِ بلا معنى
نتخيل أن الأفراح مهبطها السماء
ودروبها نفس دروب السحاب
نتخيل....
نتخيل أن كثيرا من الطيور يحيا بلا جناح
نتخيل أننا حينما نبكي .
ننشد تراتيل الصباح
ما هذا ..؟
ولماذا لا نسمع ولا نرى غير الصياح ؟
تصفعنا الهموم
وتمزق من فوق جلدونا كل الرسوم
أين أثواب الفرح ..؟
كفرنا بالألوان وقوس قزح
كفرنا بكل ما مضى من السنين
ورحنا وقطعنا الوتين
واليوم كما تراني ...!
أفتش في مفردات حقائبي عبر السنين
كل الأشياء لها
فلماذا الحزن بداخلنا يتمدد ؟
إنه يركض بداخلي
مثل طفل يلهو بمرمى السباق ويلعب
أنظره فلا يكل ولا يتعب
أما أنا فقد أدركني الجهد ...
وكرهت اللهو وأخشى ما يأتي بعد التعب
أخشى أن تطيء أقدامي قطبية الدنيا
فأغرق في زمهرير الجبال الثلجية
أو أتسلق هضبة لا تطل على المدى
أخشى أن تقذفنا الظنون
إلى مملكة (بن مرة) إبليس اللعين
أو أصبح ذبيحاً وكبشاً على أعتاب الأوثان
يشدنا التمني ....
نشتاق إلى دفء المناخ وحرارة معتدلة
لا تهبط بنا للصفر ، ولا تصعد بنا إلى الجحيم
أطل من نافذة الفضول ،
وأطرق باب الهروب
قبل أن تتشعب الطرقات وتكثر في العين الدروب
أود أن أشتعل وجدانا
يقلون أن قطرة من الزئبق الأحمر تعيدك إليك الحياة
فما وجدنا غير الدماء
تقبر الوهم ، وتمحو الحزن
أخشى أن أبتسم أمام مرآتي فتححقرني
أخشى أن في بنات أفكار لبنة لا تخذلني
فماذا أخفتني الجبال عن الدنيا ..؟
وأعطاني المدى والعمر فرصة
وظل همس المراد وماتت في وجداننا الغفلة
أعتقد أن بحاقائبي مفردات لا تموت ولا تنسى
سأعجن من مفردات كقائبي خبزاً
يعيننا وقت الرحيل
بقلم : سيد يوسف مرسي